"لم أستطع النوم الليلة الماضي"، "اشتقت للنوم"، "أشعر بالنعاس طوال اليوم"، كلّها شكاوى قد نسمعها من الكثير من الأشخاص وقد نقولها نحن بأنفسها، نتيجة المعاناة من مشاكل بالنوم.واضطرابات النوم تتضمّن مشاكل تتعلق بجودة النوم وتوقيته وكميته، مما يؤدي إلى ضائقة أثناء النهار وخلل في الأداء الوظيفي. وهناك أنواع مختلفة من اضطرابات النوم ومن أشهرها الأرق.الأرق يرتفعوفي هذا الإطار، ذكرت أخصائية الصرع واضطرابات النوم في مستشفى "أوتيل ديو" الفرنسي كارين أبو خالد أن "الدراسات حول العالم تشير إلى ارتفاع نسبة الأرق لدى الناس خصوصا لدى البالغين".والأرق يعني الصعوبة في الخلود إلى النوم أو الصعوبة في البقاء نائما لفترة طويلة ما يؤثر على سلوك الشخص في اليوم الثاني وطاقته.وأعادت أبو خالد في حديث لمنصة "المشهد" سبب ذلك إلى فيروس كورونا الذي اجتاح العالم، مشيرة إلى أن:إجراءات الإغلاق كانت جديدة على الناس التي لم تكن على دارية ما يحصل أو سيحصل نتيجة انتشار الفيروس. القلق ارتفع جراء الخوف من التقاط الفيروس.وتابعت أن فيروس كورونا أثّر على الحياة اليومية ونظام العمل وغيّر روتين النوم لدى الناس، ومن الأمور التي أدت إلى مشاكل في النوم خلال هذه المرحلة:تناول منبهات أكثر.تخفيف ممارسة الرياضة.السهر أكثر.شرب قهوة.العمل في الليل.المشاكل الاقتصادية.ولا بدّ من الإشارة إلى أن ارتفاع نسب القلق والاكتئاب تلعب دورا في ظهور مشاكل النوم.أكثر الفئات تأثرا وأوضحت أبو خالد أن الأرق طال كل الفئات العمرية والجنسين، إلا أن بعض الفئات طالتها هذه المشكلة أكثر من غيرها وهي: الطواقم الطبية والممرضون والممرضات تأثّر نومهم ونوعيته كثيرا بالجائحة. الأطفال والشباب الذين تحولوا إلى التعلم عن بعد تغير روتين نومهم. وكشفت أن مشاكل النوم مؤذية للأطفال لأنها تؤثر على نسبة تركيزهم خلال اليوم، بالإضافة إلى المعاناة من اضطرابات سلوكية، داعية الأهل لتنظيم نوم الأطفال. هل الأدوية الحل؟ قد يلجأ الكثير من الأشخاص إلى تناول الأدوية التي تساعد على النوم، لكن قد يكونون مخطئين بذلك. وعن هذا الأمر، ذكرت أبو خالد أن الأدوية تساهم في البداية بعلاج الأرق وتساعد الشخص على النوم أسهل، لكنها لا تحسّن نوعية النوم ولا تدخله في النوم العميق من أجل الاستيقاظ براحة. وتابعت أن كثرة الأدوية لديها تأثير قوي على المدى الطويل وتسبب فقدان الذاكرة والزهايمر وأنواع من الخرف هذه الأدوية تؤدي إلى ردّات فعل عكسية لدى المسنين كالهلوسات أو الهذيان. وشدّد على أن الأدوية التي تكافح الأرق لا يجب تناولها من دون وصفة طبيب. ما الحل إذا؟ هل تتواجد بعض الخطوات الطبيعية التي يمكن القيام بها للقضاء على الأرق؟ تجيب الطبيبة بالإيجاب، مشيرة إلى: أهمية توعية الشخص لعدم تناول المنبهات بعد الظهر كالدخان والكافيين والشاي الأخضر ومشروبات الطاقة لأنها تؤثر على انتظام النوم. عدم استعمال السرير إلى عند النوم.عدم استعمال الهاتف قبل النوم.عدم القيام بتمارين رياضية قبل النوم.اتباع نظام غذائي صحي.من جهة أخرى، ذكرت أن الأرق قد يكون ناجما عن مشاكل صحية مثل مشاكل غدد أو مشاكل عضوية، لافتة إلى أنه في هذه الحال يجب اللجوء إلى طبيب متخصص ويمكن القيام بتخطيط النوم لمعرفة سبب المشكلة. (المشهد)