ها قدّ بدأ العام الدراسي الجديد. المدارسة والصفوف امتلأت بالتلاميذ. أجراس المدارس عادت تُقرع. وعاد الدرس.ومن الطبيعي ألا تكون العودة إلى الدرس بعد عطلة طويلة سهلة على الطفل وحتى على الأهل، لكن لا مهرب منها. ولا شكّ أنّ العودة لروتين الدراسة لساعات يوميا، أمر منهِك، حيث يلاحظ الخبراء أنّ أكثر مشكلة تواجه الطفل في هذه الفترة هي الدرس في المنزل. "مشاكل تدريس الأطفال هي من أكبر معاناة الأهل وهي موجودة تقريبا في كل منزل"، وفق ما أشارت المعالجة النفسيّة للأطفال والاختصاصيّة في التوجيه التربوي رهام منذر، لمنصة "المشهد"، معتبرة أنّ "هذا الأمر طبيعي". وأوضحت أنّ الأطفال يدرسون لساعات داخل المدرسة، ومن حقهم الراحة عند العودة للمنزل، ففي النهاية جسمهم لا يزال ينمو وبحاجة لراحة جسديّة ونفسيّة وعقليّة. ولفتت إلى أنّ الضغوط كبيرة على الأطفال تجعلهم يقومون بردّة فعل عكسيّة تتمثّل بعدم الدراسة. توتر وصراخ بالتالي، رأت منذر أن همّ الأهل قد يكون بعد الظهر، هو إنهاء المهامّ المطلوبة من الطفل، وهذا ما يجعل هذه الفترة الزمنية عبارة عن وقت من التوتر، حيث يتحول المنزل لسلك عسكري. لذا قدّمت نصائح عدة للأهل والمدارس لتخفيف من جو الاحتقان هذا، داعية المدارس للتخفيف من الدروس المعطاة للمنزل، ولمحاولة إنهاء كل الأعمال في المدرسة. أما كأهل، فنصحت بتخفيف الضغط على الطفل، والقيام بالأمور الاساسية معه، من دون ردود الفعل الانفعاليّة، مع استبدال وقت التوتر لقضاء أوقات سعيدة مع الأطفال كاللعب معهم.مشاكل أكاديميّةكما أنّ عدم حب الطفل للدراسة في المنزل، قد يكون أيضا مرتبطا بمشاكل من نوع آخر. وفي الإطار، قالت المتحدثة، إنه "عندما توجد مشاكل كبيرة في الدرس، فيجب الانتباه إذا كان هناك صعوبات أكاديمية تجعل من الطفل لا يريد الدرس، كمشكلة في التركيز أو الانتباه"، ناصحة باستشارة اختصاصي صعوبات تعليميّة، لتقييم ما اذا كان هناك مشكلة أم لا.ومن بين الاضطرابات الأكثر شيوعًا التي يمكن تشخيصها في مرحلة الطفولة، وفق مراكز السيطرة على الأمراض، الأميركية، هي: اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).القلق.اضطرابات السلوك. مثل اضطراب العناد الشارد (ODD).ومن المهم مراقبة الاضطرابات النفسية لدى الأطفال، وفهم كيفية علاجها، لأنها يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الصحة العامة والعلاقات طوال الحياة.أيّ نوع لعب؟بالتالي، قد يكون اللعِب هو الحلّ السحري الذي يجعل الطفل يعاود حماسه للدرس.وهنا، شددت منذر على أنّ "اللعب ينمّي دماغ الطفل كثيرا، والجسم والمهارات الاجتماعيّة"، مشيرة إلى أهمية أن يلعب الطفل ألعابا فيها تواصل مباشر مع أطفال آخرين، وليس اللجوء لألعاب الفيديو، لأنّ الأخيرة لا تنمّي مهاراته.كيف نجعله يدرس؟صحيح أنّ الأمر ليس سهلا، لكنه ليس مستحيلًا، فبعض التغييرات في التعامل مع الطفل ستغيّر من الواقع.وقدّمت منذر خطوات مهمة وتشمل:وضع برنامج للطفل ليكون لديه وقت للراحة. تحديد وقت مخصص لتناول الطعام.تحديد وقت للعب للدراسة.الاهتمام بروتين النوم.تربية من نوع آخركلّ ما تقدّم يجعلنا نتحدث بطريقة ما عن التربية الحديثة التي تخلق طفلا مميزا في حاضره، وشخصا مسؤولا وواعيا في المستقبل. وعددت "يونيسف" الصفات التي تعكسها هذه التربية على الطفل، وتشمل: واثق من نفسه ويقدّر ذاته.يحب ويحترم والديه ومقدّمي الرعاية من مدرسين ومدربين.يتحدث مع أهله بحريّة عن المشاكل والتحديات التي تواجهه.يستمع إلى النصائح ويتعاون في تنفيذها.يتعلم الانضباط الذاتي ويتصرف بشكل صحيح حتى إن كان لا يراقبه أحد.يتعلم من أخطائه ويتحمل المسؤولية عن أفعاله.يقيم علاقات أفضل مع الآخرين في المستقبل.(المشهد)