هل سبق لك أن قابلت أشخاصًا يشعرون بالقلق أو عدم الارتياح عند التفكير في السعادة؟ هذا الخوف، الذي يُسمى رهاب السعادة، يدفعهم إلى تجنب التجارب التي قد تجعلهم سعداء.يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الأنشطة اليومية، حيث قد يجد الأشخاص المصابون برهاب السعادة صعوبة في الانخراط في تجارب مبهجة، بسبب خوفهم العميق من السعادة.ما هو رهاب السعادة؟تشير كلمة رهاب السعادة، المشتقة من الكلمة اليونانية "chairo"، والتي تعني "الابتهاج"، إلى الخوف أو النفور من السعادة. قالت اختصاصية علم النفس سومالاتا فاسوديفا: "إنها ظاهرة نفسية مثيرة للاهتمام، تتميز بخوف شديد من السعادة أو الفرح. غالبًا ما يعاني الأفراد المصابون بهذه الحالة، انزعاجًا أو قلقًا كبيرًا عند مواجهة مواقف يُنظر إليها على أنها مبهجة أو احتفالية".وفقًا للمجلة الهندية للطب النفسي، فإنّ الخوف من السعادة مرتبط بانخفاض مستويات الرفاهية الذاتية، وارتفاع مستويات الاكتئاب. كما أنه مرتبط بخوف عام من تجربة المشاعر السلبية. على سبيل المثال، أولئك الذين يخافون ويتجنبون مشاعر مثل الحزن والغضب، هم غالبًا أكثر عرضة للخوف من السعادة أيضًا.أسباب الخوف من السعادةيتطلب فهم الخوف من السعادة الخوض في أسبابه، والتي يمكن أن تكون متعددة الأوجه، وتتضمن مزيجًا من العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية.1. التجارب المؤلمة الماضيةيمكن أن يكون أحد الأسباب الرئيسية للخوف من السعادة، هو الصدمة الماضية. قالت فاسوديفا: "قد يصاب الأشخاص الذين عانوا ألمًا عاطفيًا كبيرًا، أو خسارة أثناء لحظات السعادة بخوف عميق من الفرح. يمكن ملاحظة ذلك في الحالات التي يربط فيها الأفراد السعادة بالنتائج السلبية اللاحقة". 2. حالات الصحة العقليةهناك عامل مهم آخر وهو وجود حالات صحية عقلية كامنة، مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق. قد يشعر الأشخاص المصابون بالاكتئاب أنهم لا يستحقون السعادة، أو غير قادرين على الحفاظ عليها، ما يدفعهم إلى تجنب المواقف السعيدة. وبالمثل، يمكن لاضطرابات القلق أن تضخم المخاوف وعدم اليقين بشأن التجارب الإيجابية، ما يجعل احتمال الفرح يبدو ساحقًا أو خطيرًا.3. التأثيرات الثقافية والاجتماعيةتلعب التأثيرات الاجتماعية والثقافية أيضًا دورًا حاسمًا في تطور رهاب السعادة. يمكن للمعايير المجتمعية والمعتقدات الثقافية أن تشكل المواقف تجاه السعادة.في بعض الثقافات، هناك اعتقاد سائد بأنّ التعبير عن السعادة أو البحث عنها، أمر أنانيّ أو غير مناسب. 4. ديناميكيات الأسرةيمكن أن تؤثر ديناميكيات الأسرة والتنشئة أيضًا على تطور رهاب السعادة. قد يكبر الأطفال الذين نشأوا في بيئات لا تشجع على التعبير العاطفيّ أو حيث يوجد نمط من التعزيز السلبيّ المرتبط بالسعادة لتطوير مخاوف مماثلة. بالمحصلة، إنّ فهم أسباب رهاب السعادة ومعالجته، يمكن أن يساعد الأفراد على استعادة قدرتهم على تجربة السعادة واحتضانها. ومن خلال العلاج والتأمل الذاتي، يمكن للمتضررين العمل على التغلب على خوفهم والسماح للفرح، بأن يصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتهم.(ترجمات)