من منّا لا يشعر أنه بحاجة إلى التحقق مرة أخرى من أنّ باب المنزل مُغلق بعد مغادرته، أو أنه قد أطفأ الغاز في المطبخ؟ هذه الأفكار المتطفلة طبيعية، وعادة ما ترحل ويواصل الفرد حياته بشكل طبيعي.ولكن بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن تصبح الأفكار المتطفلة خارجة عن السيطرة، ولذلك قد يحاولون التخفيف منها من خلال طقوس قهرية، كغسل أيديهم بشكل متكرر في حال كانوا يخشون التلوث من لمس الأسطح، مثل الأبواب وأسطح العمل.في هذه المرحلة نقول إنّ الشخص يعاني "اضطراب الوسواس القهري".ولكن كيف تختلف الأفكار الوسواسية للأشخاص الذين يعانون الوسواس القهري، عن الأفكار التطفليّة المتنوعة التي نواجهها جميعا من وقت لآخر؟الوسواس القهريّ أكثر تواتراأظهر تحليل للباحث الكندي جان سيباستيان أوديت، بأنّ الأفكار المتطفلة لدى الأشخاص المصابين بالوسواس القهري، أكثر تواترا، وتستمر لفترة أطول.وقال أوديت: "تثير هذه الأفكار مستويات أعلى من الشعور بالذنب مقارنة بالاضطرابات الأخرى المرتبطة بالقلق"، متابعا أنه "يُنظر إليها أيضًا على أنها أكثر إزعاجًا وغير مقبولة ولا يمكن السيطرة عليها، وترتبط بدرجة أعلى من الخوف من أن تصبح الفكرة حقيقة".وأوضح أوديت: "يعتقد الأشخاص الذين يعانون الوسواس القهريّ، أنّ أفعالهم قد تعرّضهم للخطر، على سبيل المثال، قد يؤدي إهمالهم إلى تعرضهم للسرقة أو المرض". وأضاف وفق "ميديكال اكسبرس": "على النقيض من ذلك، لا يعتقد هؤلاء الأشخاص أنهم يشكلون خطرا على أنفسهم، ولكنهم ينغمسون في مشاعر عدم القيمة، ويعتبرون أنفسهم ضحايا لخطر خارجي".مساعدة المرضى على الفهم بالتالي، يعتقد أوديت أنّ تحديد الخصائص الفريدة للوسواس القهري، يمكن أن يساعد المصاب وأقرباءه، على فهم الاضطراب، وإدراك أنّ الأفكار التي لديه ليس لها أيّ أساس في الواقع. كما أنّ تحديد هذه الخصائص يسهّل أيضًا التشخيص والعلاج المبكّر.ففي معظم الحالات، يستجيب الوسواس القهريّ بشكل جيد للأدوية ونوع من العلاج المعروف باسم "منع التعرض والاستجابة". ويتضمن هذا النهج تعريض الأشخاص للمواقف التي تسبب أو تثير أفكارهم الوسواسية، ثم مساعدتهم على تعلم طرق جديدة للتعامل مع قلقهم، بدلًا من الانخراط في طقوسهم المعتادة.(ترجمات)