حليب الأطفال بات "عملة نادرة" في دول عربية عدة، وسط غيابه من الأسواق أو ارتفاع أسعاره بشكل جنوني.وارتفعت أسعار حليب الأطفال التي تباع في صيدليات في المغرب 20 درهما (1.97 دولار أميركي)، ما جعل بعض الأسر تتبع طرق أخرى لإرضاع أطفالها كاللجوء إلى أنواع غير صالحة من الحليب، بحسب وسائل إعلام محلية.وفي تونس، يجد المواطنون صعوبة في إيجاد الحليب في بعض الأسواق وسط تراجع الإنتاج بسبب ارتفاع تكلفته من أعلاف ويد عاملة ومحروقات.المشهد عينه في مصر، حيث ارتفعت أسعار حليب الأطفال بحجة ارتفاع تكاليف الإنتاج.أما في لبنان، فيعود غياب الحليب وصعوبة شرائه إلى قرار حكومي قضى برفع الدعم عن كل أنواع حليب الأطفال لعدم توفر خطة قادرة على ضبط التهريب والبيع في السوق السوداء.هذه المشكلة تعيد إلى الواجهة أهمية الرضاعة الطبيعية من الأم إلى طفلها، لما لها من فوائد طويلة الأجل للطفل والأم. فالرضاعة الطبيعية تعد إحدى أفضل الطرق فعالية لضمان صحة الطفل وبقائه على قيد الحياة.الفوائد على الطفلللرضاعة الطبيعية فوائد قد لا تتوقعها الكثير من الأمهات، وتنقسم الفوائد إلى 2 منها التي تساعد الطفل على النمو ومنها ما يحميه من الأمراض. وعددت المستشارة الدولية للرضاعة الطبيعية نور الهدى عزالدين، في حديث لمنصة "المشهد"، فوائد الرضاعة على الطفل، وتشمل: تأمين كل العناصر الغذائية التي يحتاجها. الحماية من أمراض عدة. الحماية من الالتهابات الحادة كالتهابات الأمعاء، التهابات المسالك البولية، التهاب الأذن الوسطى، التهاب الجهاز التنفسي على المدى القصير والبعيد. تعزيز التطور الذهني والفكري. تعزز النمو بالطريقة الصحيحة. الحدّ من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان كسرطان الدم والغدد اللمفاوية . الحماية من خطر الموت المفاجئ لدى الرضيع الذي يرتفع في السنة الأولى من الحياة. الحد من خطر الإصابة بمرض السكري بنوعيه الأول والثاني على المدى الطويل. الحد من خطر الإصابة بالبدانة. الحد من أمراض الحساسية كالإكزيما والربو. تقوية الهيكل العظمي.كما ذكرت أن إحدى الدراسات أشارت إلى أن الأطفال الذي يحصلون يرضعون من أمهاتهم يملكون معدل ذكاء أعلى بدرجات قليلة ممن لم يرضعوا.الحنان لا يمكن ألا نتوقف عند الفائدة المميزة للرضاعة الطبيعية من الأم للرضيع، وهي منح الحنان والدفء.فالرضاعة الطبيعية تساهم في خلق علاقة حميمية قوية جدا بين الأم والطفل، بسبب الاحتضان والقرب الجسدي بينهما.وهذا ما أكدته عزالدين التي ذكرت أن أجمل ما تمنحه الرضاعة للأم والطفل هو العلاقة المميزة التي تولد بينهما، بالإضافة إلى تنمية العلاقة العاطفية بين الأم والطفل.فترة الرضاعةقد تتساءل الأمهات عن الفترة التي عليها أن تقدم فيها الحليب لطفلها عن طريق ثدييها.من هنا، لفتت عزالدين إلى أن "منظمة الصحة العالمية أوصت باستمرار الرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر حصرية، واعتبارا من الشهر السادس يتم إعطاء الطفل الأغذية المأمونة والكافية مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية حتى بلوغه سن عامين فأكثر". وتابعت أن الرضاعة ممكن أن تستمر لأكثر من سنتين في حال أراد الطفل وفي حال تستطيع الأم الاستمرار بذلك. وشددت على أنه كلما ارتفعت مدة الرضاعة مع كلما زادت الفوائد الصحية على الطفل وكسب حماية ضد الأمراض وحصل على العناصر الغذائية اللازمة له. وأكدت أهمية بدء الرضاعة خلال الساعة الأولى بعد الولادة، وأن يرضع الطفل كلما رغب في ذلك ليلا ونهارا، من دون تقييده بوقت محدد.الفوائد على الأملا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية على الطفل، إنما تتعداها لتصل إلى الأم، إن كان على المدى القصير أم الطويل. وذكرت عزالدين أن فوائد الرضاعة الطبيعية للأم على المدى القصير تشمل: التخفيف من اكتئاب ما بعد الولادة. التقلصات بالرحم التي تساعد على عودته لحجمه الطبيعي. التخفيف من خطر الإصابة بالنزيف الحاد بعد الولادة. أما فوائد الرضاعة على المدى الطويل على الأم، فهي: ضبط مستوى السكر بالدم. الحماية من الإصابة بالسكري. الحماية من هشاشة العظام. الحماية من سرطان المبيض والثدي. خسارة الوزن لدى البعض بسبب حرق السعرات الحرارية خلال الرضاعة. استرخاء الأم.الحليب بالزجاجةمع تطور أنماط الحياة، قد تضطر الأمهات إلى ترك أطفالهن في المنازل والابتعاد عنهم، لذا قد تلجأن إلى حفظ حليبهن الطبيعي في زجاجات معينة. وعن هذه الطريقة، ذكرت المتحدثة أنها "آمنة وصحية وفعالة خاصة لدى الأم التي تعمل أو تترك ابنها لفترات طويلة". وعن المدة التي يُحفظ فيها الحليب، أوضحت أن:حليب الأم يُحفظ بين 4 إلى 8 ساعات في حرارة الغرفة. في البراد يدوم لمدة تتراوح بين 4 إلى 8 أيام. في الثلاجة يدوم لمدة 6 إلى 12 شهرا. في المحصلة، تعتبر الرضاعة الطبيعية المنقذ الأول والآمن لغياب الحليب الصناعي من الأسواق، علما أنه لا بدّ من الإشارة إلى أن العودة إلى الطبيب المختص هي الخطوة الأمثل عند وجود أي مشكلة تتعلق بالطفل وطريقة تغذيته.(المشهد)