"بكثير من الأمل لم يعد كوفيد-19 يشكل حالة طوارئ صحية عالمية"، بهذه الكلمات أعلن المدير العام لمنظّمة الصحّة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، انتهاء حالة الطوارئ التي بدأت قبل 3 سنوات تجاه فيروس كورونا.ومنذ أيام، أوضحت منظمة الصحة العالمية، أنّ "كوفيد-19 بات تحت سيطرة كافية، لكي يتم رفع حالة الإنذار القصوى المرتبطة به بعد أكثر من 3 سنوات على انتشار هذا الوباء، الذي تسبب بملايين الوفيات"، لكنها حذرت من أنه يجب عدم التراخي. وفي 30 يناير 2020 أعلنت الصحة العالمية أعلى مستوى إنذار بعد أسابيع فقط على رصد أولى الحالات من هذا المرض التنفسي الجديد في الصين، فيما لم يكن هناك بعد أيّ علاج محدد له.ومنذ ظهور الفيروس التاجي في ووهان في الصين في أواخر عام 2019، توفي ما يزيد عن 6.9 ملايين شخص، على الرغم من أنّ الإجمالي الفعلي من المرجح أن يكون أعلى.يزيد إجمالي عدد الإصابات المعروفة بكوفيد-19 عن 765 مليون حالة.خطوة صائبةوعقب هذا القرار، وافق رئيس قسم الأمراض الصدرية والعناية المركزة في مستشفى القديس جاورجيوس في بيروت الدكتور جورج جوفيليكيان، على رفع حالة الطوارئ من قبل الصحة العالمية. وذكر في حديث لمنصة "المشهد"، أنّ "السبب الأبرز للقيام بهذه الخطوة، هو أنّ نسبة كبيرة من الناس حول العالم، باتت تمتلك مناعة من الفيروس من خلال 3 طرق وهي: مناعة من اللقاحات على مختلف أنواعها.مناعة من خلال التقاط الفيروس نفسه.مناعة من خلال خليط من الطريقتين السابقتين، أي التقاط عدوى كورونا وتلقّي اللقاح، وهنا تكون المناعة المكتسبة أقوى.وتابع المتحدث، أنّ "كورونا باتت تشبه الإنفلوانزا، لأنّ أعراضها صارت خفيفة ولا حاجة لدخول المستشفى عند الإصابة بالفيروس، فالناس لديها مناعة".كوفيد لم ينتهِلكنّ إعلان انتهاء حالة الطوارئ لا يعني أنّ كورونا اختفت أو انتهت. فعلى الرغم من أنّ منحنى الوفيات الناجمة عن كوفيد انخفض كثيرا من 95% منذ يناير، فإنّ الفيروس لا يزال يتسبب بوفيات بوتيرة شخص كل 3 دقائق الأسبوع الماضي، وفق الصحة العالمية. وهذا أيضا ما أكده رئيس لجنة خبراء التعامل مع كوفيد، التابعة للجنة الصحة الوطنية الصينية ليانغ وانيان، قائلا إنّ إنهاء حالة الطوارئ لا يعني أنّ كوفيد سيختفي لكن يمكن الآن السيطرة علي تأثيره بشكل فاعل.وفي هذا الإطار، أشار الطبيب المتحدث للمشهد، إلى أنّ "لقاح كورونا يحمي الرئتين من الالتهاب بدرجة عالية وفاعلة، وهذا ما لاحظناه على أرض الواقع في المستشفيات".في المقابل، كشف أنّ لقاح كورونا لا يحمي بالدرجة عينها من المشاكل التي تتعلق بالشرايين والأوردة الدموية.وهذا يشير إلى أنّ هناك بعض الفئات من الناس تملك معدل خطورة أكبر عند الإصابة بكورونا، وهي:من يعاني مشاكل مزمنة في الشرايين وأمراض كمرض السكري أو ضغط الدم أو الفشل الكلوي.المدخنون.من يعاني سمنة زائدة.اللقاحات مهمةولا بدّ من الإشارة هنا، إلى أنه بوقت قياسي عقب ظهور الفيروس التاجي، ظهرت اللقاحات في نهاية 2020 التي تبقى فعالة ضد أشدّ أشكال المرض، على الرغم من الطفرات العديدة للفيروس الأصلي. فهل يجب أن يتم الحصول على اللقاح بشكل سنوي؟ هنا أجاب جوفيليكيان، أنّ لقاح كورونا ممكن أن يؤخذ مرة واحدة في السنة.وتابع، أنه "بالنسبة إلى الفئات التي تملك مناعة جيدة، ولا تعاني أيّ أمراض مزمنة أو تتناول أدوية، تؤثر على المناعة، وتحت الـ65 عاما، فلا حاجة لأخذ اللقاح أكثر من مرة في السنة الواحدة".بينما "من يعاني مشاكل مناعية أو أمراضا مزمنة، أو كبار السنّ، فقد يحتاج إلى اللقاح كلّ 6 أشهر من أجل تكوين نسبة مناعة عالية تحميه من الإصابة الشديدة"، وفق المتحدث.تحورات جديدة؟ورغم إعلان انتهاء الطوارئ، لا نزال تسمع عن متحورات جديدة لكورونا، وفي هذا الإطار، أكد مدير منظمة الصحة العالمية، أنّ "الفيروس يستمر في التحور، ولا يزال قادرا على التسبب بموجات جديدة من الإصابات والوفيات".وقال تيدروس "يجب أن نتعهد لأنفسنا وأبنائنا وأحفادنا، بأننا لن نرتكب أبدا هذه الأخطاء مرة أخرى".وشدد على ضرورة أن "تغيّرنا هذه التجربة إلى الأفضل، وأن تجعلنا أكثر إصرارا على الوفاء بالرؤية التي تحلت بها الدول عندما أُنشئت منظمة الصحة العالمية عام 1948 والمتمثلة في ضمان أعلى المعايير الممكنة للصحة لجميع الناس".(المشهد)