أظهرت دراسة بحثية نُشرت في مجلة أبحاث النيكوتين والتبغ بعنوان: "تقييم سياسة الإسكان الخالية من التدخين المفروضة على المستوى الفيدرالي، وتأثيرها على صحة البالغين فوق سن الخمسين في المساكن العامة منخفضة الدخل في مدينة نيويورك بين عامي 2015 و2022"، أنّ الحظر الفيدرالي الأميركي المفروض عام 2018 على التدخين في المساكن العامة، أسهم في تقليل حالات الاستشفاء الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية.يُعدّ تعاطي التبغ والتعرض للتدخين السلبي من أبرز أسباب الوفاة التي يمكن الوقاية منها في الولايات المتحدة، حيث يتسبب التبغ في وفاة نحو 480 ألف شخص سنويًا. وعلى الرغم من انخفاض نسبة البالغين المعرضين للتدخين السلبي بشكل كبير من 87.5% في عام 1988 إلى 25.2% في 2014، لا يزال ما يقارب 58 مليون شخص غير مدخن يتعرضون لدخان التبغ، خصوصًا داخل منازلهم.حظر التدخين بالأماكن العامةومنذ أوائل القرن الحادي والعشرين، بدأت الولايات والحكومات المحلية بفرض حظر على التدخين في الأماكن العامة. وقد أظهرت دراسات أنّ هذه القوانين أدت إلى انخفاض في ضغط الدم وحالات الدخول إلى المستشفيات نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية.وفي يوليو 2018، أصدرت وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأميركية قرارًا يمنع التدخين في جميع المباني السكنية العامة. يعيش أكثر من مليوني أميركي في مساكن عامة، وتُعدّ هيئة الإسكان في مدينة نيويورك - التي تؤوي أكثر من 400 ألف شخص - الأكبر على مستوى البلاد.وقد قام الباحثون في هذه الدراسة بتحليل أثر سياسة منع التدخين على حالات الاستشفاء بسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى البالغين ممن تجاوزوا سن الخمسين، بمقارنة الاتجاهات الصحية لدى سكان المساكن العامة في نيويورك مع مجموعة سكانية مشابهة. وتم التركيز على هذه الفئة العمرية نظرًا لارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب عند التقدم في السن.وأظهرت نتائج الدراسة انخفاضًا طفيفًا في نسبة النوبات القلبية من 1.7% إلى 1.1%، وكذلك في السكتات الدماغية من 1.9% إلى 1.3%. كما بيّنت البيانات أنّ معدلات الاستشفاء المرتبطة بهذه الأمراض كانت تتجه نحو الانخفاض قبل تطبيق الحظر، واستمرت في ذلك لمدة 54 شهرًا بعده.وأكدت إيل أنستاسيو بيسانت، الباحثة الرئيسية في الدراسة، قائلة:لا يزال السكن يمثل محورًا مهمًا لتطبيق سياسات صحية تهدف إلى الحد من الأضرار الناتجة عن التعرض للتدخين السلبي.النتائج التي توصلنا إليها مبشّرة، ونسعى مستقبلًا إلى دراسة التأثيرات طويلة الأمد لسياسات منع التدخين على أمراض القلب وغيرها من الأمراض المزمنة، خصوصًا لدى كبار السن المقيمين في المساكن العامة.(ترجمات)