كشفت تقارير حديثة أن دعم الخطوط الأمامية من عمالقة التكنولوجيا الأميركية في وادي السيليكون، ساعد في خفض عدد الهجمات الإلكترونية الروسية على أوكرانيا إلى النصف. وذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن مساعدات الأمن السيبراني التي تقدمها مايكروسوفت وأمازون وغوغل إلى كييف بملايين الدولارات أدت إلى تقليل عدد الهجمات الإلكترونية بشكل كبير. وتظهر الإحصاءات التي نشرتها الحكومة الأوكرانية حديثا، أنه في حين عانت البلاد من أكثر من 2100 هجوم إلكتروني منفصل العام الماضي، انخفض تواترها شهريا إلى النصف في الأشهر التي أعقبت اندلاع الحرب.تبرعات مايكروسوفت وأمازونجاء ذلك في الوقت الذي حشدت فيه بعض أكبر شركات التكنولوجيا في العالم الدعم لكييف، حيث تبرعت مايكروسوفت وأمازون بأكثر من 400 مليون دولار من الدعم الرقمي.ومع بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير الماضي، تصاعدت الهجمات الإلكترونية الروسية بشكل كبير حيث عانت كييف مما يقرب من 290 هجوما منفصلا في ذلك الشهر وحده. لكن بحلول أغسطس، انخفض عدد الهجمات السيبرانية إلى نحو 140 هجوما في الشهر، وفقا للأرقام الصادرة عن فريق الاستجابة لطوارئ الكمبيوتر في أوكرانيا. وقال مصدر حكومي أوكراني للصحيفة إن "روسيا تستهدف بنى تحتية عسكرية ومدنية في محاولة لتقويض عزيمة الأوكرانيين". وساهمت الحكومات الغربية والشركات الخاصة بمئات الملايين من الدولارات لصالح الدعم الرقمي لأوكرانيا. وذكر رئيس مايكروسوفت براد سميث أن دعم شركته للحكومة الأوكرانية بلغ 400 مليون دولار منذ فبراير، مضيفا أن الدعم خلال عام 2023 "سيستمر". وأوضح سميث في تصريحات سابقة أن "الدفاع المستمر عن أوكرانيا يعتمد جزئيا على تحالف رقمي حاسم من الدول والشركات والمنظمات غير الربحية.. وهذا ما نفعله". من جهتها، كشفت أمازون في ديسمبر أنها خصصت حوالي 75 مليون دولار لدعم أوكرانيا، بما في ذلك توفير بعض أجهزة Snowball الخاصة بها لنسخ ملفات الكمبيوتر الحيوية من مراكز البيانات الأوكرانية، ما يسمح للأشخاص بنقل المعلومات المهمة عبر الإنترنت. كما ساعدت شركة جيف بيزوس أيضا في ترحيل أو نقل بيانات عمليات الحكومة الأوكرانية إلى سحابتها Amazon Web Services.إجراءات صارمةأما شركة التكنولوجيا العملاقة غوغل، فنظمت جهودا خيرية لجمع تبرعات خلال العام الماضي بلغ مجموعها 45 مليون دولار، وذلك إلى جانب 5 ملايين دولار أخرى جمعها موظفو الشركة. كما اتخذت الشركة الأميركية إجراءات صارمة ضد الدعاية الروسية على موقع البحث غوغل وكذلك في مقاطع فيديو يوتيوب.وتشير "تلغراف" إلى أنه قبل الحرب في أوكرانيا، كانت كل من موسكو وكييف موطنا لمجموعات من مجرمي الإنترنت المنظمين الذين لديهم صلات بالحكومة الروسية. وقالت مصادر رفضت الكشف عن هويتها إن "بعض العصابات الإجرامية عبر الإنترنت اختيرت لمهاجمة أهداف أوكرانية اختارتها وكالات الاستخبارات الروسية بعد العملية العسكرية". ونشرت شركة مانديانت للأمن السيبراني الأميركية التابعة لغوغل، بحثا الأسبوع الماضي يوضح بالتفصيل كيف حاول قراصنة روس من عصابة إجرامية تسمى Turla اختراق خوادم الكمبيوتر الخاصة بالشركات الأوكرانية. وتم تحميل أجهزة USB المفخخة المزروعة بالقرب من مباني الشركات الأوكرانية المستهدفة ببرامج ضارة، حيث كان المتسللون يأملون في أن يقوم الموظفون بتوصيل تلك في الكمبيوتر وإطلاق العنان للفيروسات المحفوظة فيهم من دون قصد. وقال نائب رئيس مانديانت جون هولتكويست: "من الواضح أن هناك علاقة بين الجهات الفاعلة الحكومية والمجرمين في روسيا للنظر فيها"، مضيفا أن وكالة التجسس الروسية "تعاونت مع المجرمين الذين كان من المفترض أن تطاردهم". وبصرف النظر عن شركات التكنولوجيا الكبرى، قدمت الحكومات الغربية أيضا دعما حاسما للأمن السيبراني من وراء الكواليس لأوكرانيا. دعم دوليفقد ساهمت بريطانيا بحوالي 6.5 مليون جنيه إسترليني في الدعم السيبراني لأوكرانيا، بما في ذلك منح برامج مكافحة الفيروسات المتخصصة. وقالت المسؤولة في المركز الوطني للأمن السيبراني ليندي كاميرون، عندما كشفت الحكومة عن هذه التبرعات: يفخر المركز بأنه لعب دورا في دعم المدافعين السيبرانيين في أوكرانيا. لقد شنوا دفاعا مثيرا للإعجاب ضد روسيا في الفضاء الإلكتروني. فعلوا هذا تماما كما فعلوا في ساحة المعركة على الأرض. كما عرضت الولايات المتحدة المساعدة، فبالإضافة إلى الدعم الدفاعي نفذت القيادة السيبرانية الأميركية عمليات إلكترونية هجومية ضد روسيا.وقال الجنرال بول ناكاسوني في تصريحات سابقة: "أجرينا سلسلة من العمليات عبر الطيف الكامل. عمليات هجومية ودفاعية ومعلوماتية". (المشهد - ترجمات)