في الوقت الذي يتزايد فيه التضامن والتعاطف العالمي مع سوريا وتركيا، حيث يُقبل الكثيرون على التبرع لمساعدة آلاف المتضررين من الزلزال المدمّر، هناك آخرون يُعدّون العدة من أجل استغلال هذه الكارثة لخدمة أطماعهم الشخصية. وتنتشر المخططات الاحتيالية عبر الإنترنت بشكل كبير بعد الكوارث الكبيرة والبارزة، بدافع استخدم المحتالون المآسي لاستغلال تعاطف الناس الراغبين في المساعدة. ووفقا لتقرير صادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، فإن المحتالين يتظاهرون عادة بالانتماء إلى جهات رسمية، كما يأخذ الاحتيال الإلكتروني في الأعمال الخيرية أشكالا عدة، من بينها رسائل البريد الإلكتروني، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، ومنصات التبرعات الجماعية، بالإضافة إلى المكالمات الهاتفية.وسائل تبرع سهلة بحسب خبراء في الأمن السيبراني والمعلوماتي تحدثوا لمنصة "المشهد"، فإن الأزمات والكوارث التي تخلق تعاطفا كبيرا ما بين الناس، عادة ما تكون بمثابة فرصة سانحة للمحتالين لاختراق وسرقة أرصدة البطاقات البنكية أو جمع مبالغ مالية لا يتم توجيهها إلى المتضررين. ويؤكد خبير الأمن السيبراني في الكويت محمد الرشيدي، في حديثه مع منصة "المشهد"، أن "الأزمات يتم استغلالها بشكل كبير عبر نشر بعض الروابط والمواقع الوهمية لاختراق الحسابات مصرفية أو لجمع مبالغ مالية من متبرعين". فيما يضيف باحث أمن المعلومات في الأردن، رمزي الريحاني، أن تعاطف الناس مع الكوارث يتم استغلاله بشكل مباشر من قبل عصابات متخصصة في الاحتيال، "وأن أول شيء يقومون به هو الدعوة للتبرعات من خلال إرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني أو إطلاق حملات إعلانية لمواقع وصفحات وهمية تكون غطاء لعملية الاحتيال". وتابع الريحاني في تصريحات لمنصة "المشهد" بالقول: "دائما ما يلجأ هؤلاء المحتالون إلى توفير وسائل دفع سهلة للتبرع كالبطاقات البنكية، والعملات الرقمية المشفرة مثل بيتكوين، حيث إن هذه الخيارات يصعب تتبعها، وفي بعض الحالات تحتاج إلى أمر قضائي لإيقافها، لذا تفضل هذه العصابات الاستعانة بهذه الأساليب". وأضاف: "هناك خطأ شائع يتمثل في إجراء الكثير من الأشخاص عملية التبرع من دون التأكد من الجهة أو المنظمة ومدى مصداقيتها". ما النصائح؟ ونصح خبير الأمن السيبراني في الكويت، "كل من يتعاطف ويرغب بالتبرع لضحايا الزلزال باللجوء إلى الجهات الرسمية والمواقع الرسمية المعتمدة من الدولة الموجود فيها". وحذّر الرشيدي، من "التبرع للجهات غير رسمية تحسبا من أنها قد تكون وهمية وعندها لن تصل المبالغ المتبرع فيها إلى الجهة المستهدفة"، مشددا على أهمية التأكد من صحة الروابط قبل التبرع من خلالها. بدوره نصح باحث أمن المعلومات الأردني، بعدم التسرع في تحويل المبالغة المالية عبر الإنترنت قبل التأكد من:روابط المواقع الإلكترونية، من خلال الاستعانة بموقع "WHOIS" لمعرفة كل البيانات الخاصة بالموقع الإلكتروني، مثل تاريخ الإنشاء والمالكين له. صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من خلال التوثيق وتاريخ إنشائها، ومدى مصداقية المعلومات المذكورة بها. مصداقية الموقع الإلكتروني من خلال روابط "Back end links" الخاصة بالمؤسسات أو الهيئات التابعة، حيث في العادة تكون هناك روابط في المواقع الرسمية الموثوقة للجهات والمؤسسات. المحتوى المكتوب سواء في صفحات منصات التواصل الاجتماعي أو الموقع الإلكتروني، وذلك من خلال التأكد من مدى صحته وهل تمت كتابته بلغة صحيحة؟إلى ذلك، يُحذر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، عبر موقعه الإلكتروني، من التبرع للمنظمات الجديدة التي تدعي أنها تساعد ضحايا الكوارث الأخيرة، أو التبرع نقدا أو عبر العملات الرقمية المشفرة وكذلك التحويلات المباشرة لحسابات بنكية، مطالبا في ذات السياق بالتحقق أيضا من عناوين المواقع الإلكترونية، خصوصا أن مواقع المؤسسات الخيرية تستخدم في الأكثر نطاق (org.) وليس (com.).(المشهد)