من المتوقع أن تكشف شركة آبل في الأسابيع المقبلة عن أول منتج غير تقليدي في تاريخها، وهو سماعة الواقع الافتراضي المعزز، بحسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن أشخاص مطلعين على الأمر. وتكسر خطط إطلاق "آبل" لهذا المنتج، العديد من تقاليدها وقواعدها حول المنتجات الجديدة التي أصبحت المعيار الذهبي لصناعة التكنولوجيا، وعلى عكس منتجات "آبل" الأخرى، حيث إن الجهاز سيظهر لأول مرة تحت تجربة المطورين مع توقعات الشركة باعتماد المستهلكين بشكل أقل على سماعات الرأس مقارنة بـ "آبل وواتش" و"آيفون". وبحسب الصحيفة فإن تطوير سماعات الواقع الافتراضي المعزز استغرق 7 سنوات قبل أن تصل إلى السوق، وستكون إحدى أكثر المنتجات الاستهلاكية تعقيدا التي تبيعها أي شركة على الإطلاق. وستجمع سماعة الرأس من "آبل" بين الواقعين المعزز والافتراضي في جهاز واحد، وهي تندرج تحت مصطلح "الواقع المختلط" والتي ستستخدم فيما يتعلق بـ"الميتافيرس" والعالم المادي. الأشخاص المطلعون على المشروع قالوا إن المستخدمين الذين يرتدون سماعة الرأس، على سبيل المثال لاعبي الألعاب الإلكترونية، سيتمكنون من تجربة عوالمهم الافتراضية من خلال الشاشة في النظارات، ولكن يمكنهم أيضا رؤية العالم المادي من حولهم في نفس الوقت بفضل الكاميرات الخارجية. ويؤكد الأشخاص المطلعون أنه من غير المتوقع أن يتم تسليم سماعات الواقع المختلط للموردين حتى الخريف على أقرب تقدير، إذ يشيروا إلى أن بعض موظفي وموردي "آبل" طالبوا بتأخير طرحها نظرا للتحديات التي قد تواجه دمج سماعة الرأس مع البرامج الجديدة وحجم الإنتاج. ووفق "وول ستريت جورنال" من المتوقع أن يبلغ سعر سماعة "آبل" الجديدة نحو 3,000 دولار، وهو سعر يفوق قدرة العديد من المستهلكين، ومع ذلك تتوقع الشركة بالفعل وجود بعض المشكلات في حجم الإنتاج. شكوك ينتاب العديد من المستثمرين وشركاء "أبل" شكوك بشأن إنفاق المستهلكين للمال والوقت على "الميتافيرس" في المستقبل والتي تستخدم من خلاله سماعات الرأس، خصوصا أن شركة "ميتا" المالكة لـ"فيسبوك" تكافح للحفاظ على تفاعل المستخدمين والمبيعات لمنتجها الخاص بالواقع الافتراضي، فيما أغلقت "والت ديزني" القسم الذي وضع استراتيجيات للميتافيرس، كما أغلقت مايكروسوفت مؤخرا منصة للواقع الافتراضي الاجتماعي وقسم خاص ببناء سماعة رأس كانت تعتبر جزاء من مشروع عسكري أميركي. وخلال تاريخها الممتد، تحدت "آبل" المتشككين في مدى سرعة تبني المستهلكين لمعظم منتجاتها، حيث كان سوق مشغلات الموسيقى الرقمية قبل "ipod" صغيرا، فيما كانت الهواتف الذكية لا تزال تمتلك لوحات مفاتيح قبل "آيفون". وقبل "آبل وواتش" كانت الأجهزة القابلة للارتداء ذات جاذبية محدودة، لكن مع طرح "آبل" لمنتجاتها أدى إلى توسيع الأسواق بشكل كبير. ويتوقع بعض اللاعبين في الصناعة أن تعزز سماعة الرأس من "آبل" سوق الميتافيرس بشكل كامل، حيث يقول بعض الأشخاص الذين قاموا بتجربة المنتج بشكل حصري إن قدرات جهاز "آبل" تفوق بكثير قدرات المنافسين، مع مستويات أعلى من الأداء. فيما يقول أخرون إنه من غير المتوقع إنتاج كميات كبيرة من سماعات الرأس من "آبل" حتى سبتمبر بسبب تأخر التصنيع. مبيعات أقل تشير التقديرات إلى أن توقعات الشحن لعام 2023 تقدر بما يتراوح بين 200,000 و300,000 وحدة من سماعة الرأس، وهي أرقام أقل بكثير من إنتاج العام الأول للأجيال الأولى من "آيفون" و"آبل وواتش". وتتولى شركة "Luxshare" التي تتخذ من الصين مقرا لها مسؤولية إنتاج الجهاز وخطط إنتاج نسخة متطورة من الجيل التالي المتوقع إطلاقه في عام 2025، في حين أن "Foxconn"، التي تصنع حاليا "آيفون" لصالح "آبل" ستقوم في المستقبل بتصنيع نسخة مخفضة التكلفة من الجيل الثاني لسماعات الرأس. ومن المتوقع أن تأتي سماعات "آبل" للواقع المعزز والافتراضي بسعر مرتفع يبلغ حوالي 3,000 دولار، وهو أغلى من ثلاث سماعات من طراز "Quest Pro" التي تصدرها "ميتا". ومن خلال الإعلان عن سماعات الرأس للواقع الافتراضي والمعزز في مؤتمر المطورين يونيو المقبل، ستشير "آبل" إلى رغبتها في أن يبدأ الحدث باهتمام المطورين بصنع محتوى لهذه السماعات إلى جانب تخصيص العديد من الجلسات لتطوير البرمجيات المتعلقة بها. (ترجمات)