دفعت المخاوف من أن تتمكن الحكومة الصينية من الوصول إلى بيانات المستخدمين الحساسة من خلال تطبيق الفيديوهات القصيرة الشهير "تيك توك"، الذي تملكه شركة "بيتيدانس" الصينية، الحكومة الأميركية إلى تمرير تشريع يحظر منصة التواصل الاجتماعي ما لم يتم بيعها إلى مشتر معتمد من الحكومة.ووقع الرئيس الأميركي جو بايدن على تشريع قانوني يمنح مهلة تصل إلى عام للتخلص من "تيك توك". وخسرت الشركة أول جهد قانوني لإلغاء القانون في 6 ديسمبر الجدري، عندما رفضت لجنة من ثلاثة قضاة اتحاديين بالإجماع حجة "تيك توك" بأن القانون ينتهك التعديل الأول. وتعهدت الشركة باستئناف القرار أمام المحكمة العليا، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".يمكن حظر "تيك توك"، التي تضم 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، في منتصف يناير المقبل، ما لم تحصل على أمر قضائي بأمر من المحكمة من شأنه أن يوقف سريان القانون مع استمرار الاستئناف. وهناك أيضا فرصة أن يحاول الرئيس المنتخب دونالد ترامب إنقاذ التطبيق. سبب تصاعد الضغط على تيك توكأعرب المشرعون والمنظمون في الغرب بشكل متزايد عن قلقهم من أن "تيك توك" وشركتها الأم، "بيتدانس"، قد تضع بيانات المستخدم الحساسة، مثل معلومات الموقع، في أيدي الحكومة الصينية. وأشاروا إلى القوانين التي تسمح للحكومة الصينية بالمطالبة سرا ببيانات من الشركات والمواطنين الصينيين لعمليات جمع المعلومات الاستخباراتية. كما أنهم قلقون من أن الصين قد تستخدم توصيات محتوى "تيك توك" لتغذية المعلومات المضللة، وهو القلق الذي تصاعد في الولايات المتحدة خلال الحرب الإسرائيلية مع "حماس" والانتخابات الرئاسية. ويقول النقاد إن "تيك توك" غذى انتشار معاداة السامية. لطالما نفى "تيك توك" مثل هذه المزاعم وحاول أن ينأى بنفسه عن "بيتيدانس"، التي تعتبر واحدة من أكثر الشركات الناشئة قيمة في العالم.كيف سيعمل الحظر؟تستهدف آليات الحظر متاجر التطبيقات، مثل تلك التي تديرها "أبل" و"غوغل" إذا قاموا بتوزيع أو تحديث "تيك توك"، ويمكن للحكومة الفيدرالية فرض عقوبات مدنية عليهم. كما سيتم منع شركات استضافة الإنترنت من المساعدة في توزيع أو صيانة "تيك توك". وقد أثار الدفع لفرض بيع "تيك توك" بالفعل تكهنات حول المشترين المحتملين، بما في ذلك مجموعة من المستثمرين جمعهم وزير الخزانة السابق، ستيفن منوشين؛ الشركات الأميركية الكبيرة؛ أو تحالف من شركات الأسهم الخاصة. كما أعرب الملياردير فرانك ماكورت عن اهتمامه بقيادة عملية شراء التطبيق. وأثار نهج البيع أو الحظر قلق المدافعين عن الحقوق الرقمية من أن الولايات المتحدة قد تقوض دورها في الترويج لإنترنت مفتوح ومجاني لا تسيطر عليه دول فردية. متى يصبح الحظر ساري المفعول؟ يمكن أن تصبح نافذة المفعول قبل 19 يناير. ولكن إذا نظرت المحكمة العليا في استئناف "تيك توك" في نهاية المطاف، يمكن للقضاة إيقاف سريان القانون أثناء الاستماع إلى القضية. هناك أيضا فرصة أن تنظر بيتيدانس و"تيك توك" في البيع بموجب شروط القانون الجديد، مما قد يمنح "تيك توك" أشهر عدة أخرى للعمل في الولايات المتحدة. وبالطبع، فإن وعود إدارة ترامب بحفظ التطبيق تقدم بطاقة جامحة.هل ستتم إزالة تيك توك من هاتفي؟ربما لا. سيعاقب القانون مزودي خدمة الإنترنت وشركات متاجر التطبيقات مثل "أبل" و"غوغل" لتوزيع أو تحديث "تيك توك" على متاجر التطبيقات. لذلك من المحتمل أن يتدهور تطبيق "تيك توك" بمرور الوقت، ويصبح غير قابل للاستخدام ببطء. هل يمكن أن ينقذ ترامب "تيك توك"؟أشار ترامب مرارا وتكرارا إلى دعمه للتطبيق في الحملة الانتخابية هذا العام.وقالت متحدثة باسم فريقه لصحيفة "نيويورك تايمز" في نوفمبر إنه "سيقدم" خطة لإنقاذ التطبيق، لكنها لم تقدم سوى القليل من التفاصيل حول كيفية القيام بذلك. ومن المقرر أن يدخل القانون حيز التنفيذ قبل يوم واحد من تنصيب ترامب. سوف يستغرق الأمر قانونا من الكونغرس لإلغاء القانون. وتكهن بعض الخبراء بأن ترامب قد يطلب من مدعيه العام الجديد الامتناع عن تطبيقه. ولكن هذا من شأنه أن يضع شركات التكنولوجيا مثل "أبل" و"غوغل" في موقف صعب. سيتعين على عمالقة التكنولوجيا أن يثقوا في وعود إدارة ترامب الزئبقية المحتملة بعدم التنفيذ والاستعداد لتغيير ذلك في ظل رئيس مختلف. كما يمنح القانون الرئيس سلطة تقرير ما إذا كان البيع أو صفقة مماثلة يزيل "تيك توك" بنجاح من سيطرة "الخصم الأجنبي".(ترجمات)