في خطوة مفاجئة، أعلنت هيئة حماية البيانات الإيطالية يوم الخميس حظر نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب سيك" (DeepSeek)، مشيرةً إلى نقص الشفافية حول كيفية جمع البيانات الشخصية ومعالجتها.وأكدت الهيئة أن القرار دخل حيز التنفيذ فورًا بعد عدم رضاها عن ردود الشركة بشأن أماكن تخزين البيانات وطريقة إخطار المستخدمين.ورغم أن"ديب سيك" نفت عملها في إيطاليا وزعمت أن التشريعات الأوروبية لا تنطبق عليها، فإن التطبيق انتشر عالميًا بسرعة كبيرة، حيث تم تحميله ملايين المرات خلال أيام قليلة فقط. قلق أوروبي متزايدلم تقتصر المخاوف على إيطاليا فقط، حيث أعلنت هيئة حماية البيانات الأيرلندية أنها بعثت برسالة رسمية إلى "ديب سيك" (DeepSeek) تطلب فيها توضيحات بشأن كيفية معالجة بيانات المستخدمين الأيرلنديين، في خطوة تشير إلى تصاعد القلق الأوروبي بشأن حماية الخصوصية أمام التقنيات الصينية الجديدة. تمكنت "ديب سيك" من إحداث ضجة كبيرة منذ إطلاقها مطلع الأسبوع، حيث تقدم نموذج ذكاء اصطناعي يُنافس كبرى الشركات الأميركية مثل "أوبن إيه آي"، ولكن بتكلفة أقل بكثير، إذ يعتمد نموذجها على 2000 رقاقة فقط بتكلفة 5.6 مليون دولار، مقارنة بـ 16 ألف رقاقة وميزانية تصل إلى 200 مليون دولار لدى الشركات الأميركية الكبرى. تحقيقات أمنية لم تتوقف الأزمة عند المخاوف التنظيمية، حيث تجري "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" تحقيقًا مكثفًا وسط شكوك بأن مجموعة قرصنة مرتبطة بـ"ديب سيك" (DeepSeek) قد حصلت على بيانات حساسة من تقنيات "أوبن إيه آي" بطريقة غير قانونية. وكشفت تقارير أمنية أن باحثين في "مايكروسوفت" رصدوا أفرادا يُعتقد أنهم على صلة بـ"ديب سيك" وهم يسحبون كميات هائلة من البيانات عبر واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بـ"أوبن إيه آي". وفي تعليق مثير، أكد ديفيد ساكس، مستشار الذكاء الاصطناعي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أن هناك أدلة قوية على أن "ديب سيك" (DeepSeek) استندت إلى مخرجات نماذج "أوبن إيه آي" لتطوير تقنيتها الخاصة، وهو ما يزيد من التوتر التكنولوجي بين الصين والغرب. (رويترز)