قرار اجتياح لبنان من عدمه، تقول إسرائيل أنها لم تتخذه بعد. لكنّ الحديث يدور حول عملية عسكرية برية ستكون محدودة إذا لزم الأمر، بانتظار المصادقة عليها، وفقًا لما نقلته صحيفة معاريف الإسرائيلية.وعلى الرغم من تحذير واشنطن لتل أبيب من تبعات اجتياحها واحتمالات نتائجه العكسية، يؤكد مسؤولون أميركيون لصحيفة واشنطن بوست، أنّ المسؤولين الأميركيّين يواصلون نصيحة نظرائهم الإسرائيليّين بعدم شن هجوم بري داخل الأراضي اللبنانية، مبررين ذلك بأنّ إسرائيل ستجد صعوبة في تدمير قدرات "حزب الله". إلا أنّ الجيش الإسرائيليّ على وشك تنفيذ عمليات محدودة النطاق داخل لبنان لتدمير مواقع حدودية لـ"حزب الله"، وهذه تشكل تهديدًا على عودة نحو 60 إسرائيليّ نزحوا إلى مناطق الشمال هربًا من قصف "حزب الله" لمناطقهم.وفي ظل هذا التصعيد الذي وصلت فيه إسرائيل مرحلة اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله وقيادييه، تتوقع صحيفة نيويورك تايمز بأنّ مقتله قد يشعل حربًا إقليمية.عملية صعبة وفي هذا الشأن، قال نائب مدير المخابرات الحربية المصرية الأسبق اللواء أحمد إبراهيم كامل لبرنامج "المشهد الليلة" على قناة ومنصة "المشهد"، إنّ "الغرض من العملية العسكرية المحدودة في لبنان، الوصول إلى عمق محدود يصل بين 5 إلى 7 كيلومترات، وإقامة نطاق أمن أو حزام أمنيّ كما يسمى، لتدمير القوات على طول الفاصل الحدوديّ بين إسرائيل وجنوب لبنان".وتابع كامل قائلًا: "هذه العملية بحدّ ذاتها عملية صعبة جدًا، خصوصًا مع وجود قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والتي وصل عددها لأكثر من نحو 10500 ضابط وجندي، بالإضافة إلى وجود عناصر من الجيش اللبنانيّ في هذه المنطقة، بالتالي ستكون هناك صعوبة كبيرة في عملية الاقتحام، خصوصًا مع وجود قوات الرضوان".وأضاف كامل: "إسرائيل تريد من خلال هذا النطاق الأمنيّ والحزام الأمني، أن تبدأ عملية المفاوضة مع الحكومة اللبنانية، بحيث يتم الانسحاب من جنوب لبنان ومن الشريط الحدوديّ والمنطقة العازلة، مقابل انسحاب "حزب الله" إلى ما بعد شمال نهر الليطاني".وعن إمكانية لجوء إسرائيل إلى عملية إنزال جوي في لبنان، قال كامل: "عملية الإنزال في لبنان ستكون عملية صعبة جدًا، خصوصًا مع وجود قوات "حزب الله" المنتشرة في البقاع وفي الجنوب اللبناني بالكامل، بالإضافة المقاومة الشعبية التي لا نستبعد أن تشتعل في هذه المناطق للدفاع عن بلدها".تقويض قدرات "حزب الله"ومن جهته، قال العقيد السابق في الجيش الإسرائيليّ الدكتور موشيه إلعاد لقناة ومنصة "المشهد"، إنّ "الجيش الإسرائيليّ تلقى تعليمات من الجهات السياسية، أنّ 80 ألفًا من سكان الشمال، اضطروا إلى النزوح من شمال إسرائيل إلى بلدات الشمال بسبب هجمات "حزب الله"، بعد تدمير مناطقهم وإلحاق أضرار جسيمة بها".وتابع إلعاد قائلًا: "من المتوقع أن تدخل إسرائيل برّيًا إلى لبنان، والهدف هو أن لا يطلق صاروخ واحد من قبل "حزب الله" أو أيّ منظمة أخرى على إسرائيل، بالتالي سيكون هدف العملية البرية تقويض قدرات هذه الجماعات".واستطرد إلعاد قائلًا: "لدى الجيش الإسرائيليّ بنك أهداف وأهمها الوصول إلى كل المستودعات ومخازن الأسلحة التابعة لـ"حزب الله"، من بينها الصواريخ بعيد المدى والصواريخ الدقيقة، وأعتقد أنّ الوصول لهذه المستودعات وكل هذه المراكز، سيتطلب وقتًا طويلًا".وختم قائلًا: "إسرائيل مجبورة أن تحمي سكانها وتؤمّن المنطقة بأيّ طريقة كانت، وإذا طلب منها أن يكون هناك حزام أمنيّ فسيكون ذلك، وما زال لدى إسرائيل مفاجآت عديدة لحماية أمنها، سيراها العالم".(المشهد)