عندما شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حربه على أوكرانيا، في العام 2022 راهن على عدم قدرة الغرب على معارضته خصوصا الدول الأوروبية والتي تعتمد بشكل أساسي على الطاقة الروسية، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".. وقال تقرير الصحيفة الأميركية: "لكن بعد مرور عامين، أثبتت أوكرانيا أنها عدو ليس سهلًا لروسيا، حيث استعادت نصف الأراضي التي احتلتها روسيا في البداية، وألحقت خسائر مذهلة بالجيش الروسي الأكثر قوة. وتمكنت أوروبا من استيعاب الصدمة الاقتصادية الناجمة عن قطع إمدادات الغاز الطبيعي الروسي، وتعمل على تعزيز إنفاقها العسكري والتزاماتها تجاه أوكرانيا".وفي هذا الشهر، أقر الاتحاد الأوروبي حزمة مساعدات جديدة بقيمة 54 مليار دولار لكييف، متغلباً على اعتراضات المجر.انقسام أميركي حول المساعدات لأوكرانياوأشار التقرير إلى أن رهان بوتين يؤتي ثماره في الولايات المتحدة، على الأقل في الوقت الحالي، خصوصا بعد الانقسامات التي يشهدها الكونغرس حول الموافقة على حزمة مساعدات لصالح أوكرانيا.ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" فإنّ دعم أوكرانيا الذي كان يعتبر مصلحة وطنية أميركية بديهية قبل عامين، أصبح قضية حزبية مثيرة للانقسام في عام الانتخابات. ولعدة أشهر، ظلت القيادة "الجمهورية" في مجلس النواب تمنع تشريعا يسمح بتقديم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، بما في ذلك مشروع القانون الأخير الذي وافق عليه الحزبان الجمهوري والديمقراطي بأغلبية 70 صوتًا مقابل 29 صوتًا في مجلس الشيوخ.وقد تسبب القطع الناتج بالفعل في نقص حاد في قذائف المدفعية لدى الوحدات الأوكرانية. وفقًا للرئيس بايدن والقادة الأوكرانيين، فإن هذا هو السبب الرئيسي وراء تمكن روسيا من الاستيلاء على مدينة أفدييفكا الأوكرانية هذا الشهر، وهو أول تقدم كبير لموسكو في ساحة المعركة منذ مايو.وقالت الصحيفة الأميركية إن أوكرانيا أصبحت في موقف ضعيف خصوصا بعد قطع الإمدادات بشكل مفاجئ ــ والتي جاءت بعد أشهر من التأكيدات الحزبية بأن الأسلحة الأميركية سوف تستمر، بطريقة أو بأخرى، في التدفق.قلق أوروبي من عودة ترامبإن احتمال خسارة أوكرانيا المتفوقة في الأسلحة لمزيد من الأراضي في الأشهر المقبلة، إلى جانب الشكوك الجديدة حول التزام أميركا بالدفاع عن حلفائها إذا عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في العام المقبل، يثير قلق الديمقراطيات في أوروبا وخارجها على نحو متزايد. وفي حين تمثل أوروبا وغيرها من الحلفاء بالفعل أكثر من نصف الدعم الغربي لأوكرانيا، فإن الولايات المتحدة فقط هي التي تمتلك مخزونات من الذخيرة وغيرها من الأسلحة، مثل صواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية، التي يمكن أن تساعد القوات الأوكرانية بشكل كبير في المستقبل القريب.(ترجمات)