أعلنت تشاد، عبر وزير خارجيتها عبد الرحمن كلام الله، عن إلغاء اتفاقيات التعاون الأمني والدفاعي مع فرنسا، وهو قرار أثار جدلاً كبيراً نظراً لأهميته في تغيير معادلة النفوذ الفرنسي في المنطقة.جاء هذا الإعلان بعد ساعات قليلة من زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو للعاصمة التشادية نجامينا، ما أضفى أبعاداً سياسية ودبلوماسية حادّة على القرار. فما سبب إنهاء تشاد التعاون الدفاعي مع فرنسا؟ سبب إنهاء تشاد التعاون الدفاعي مع فرنسا الخطوة تعكس مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين وتشكّل تحدّياً إضافيًّا للوجود الفرنسي في إفريقيا. وسبب الإجراء التشادي يعود إلى مساعي البلاد لتعزيز سيادتها الكاملة بعد عقود من الاستقلال. في البيان الرسمي الذي نشرته وزارة الخارجية التشادية، أكدت الحكومة أن الوقت قد حان لتشدّد تشاد على استقلالية قراراتها السياسية والعسكرية، مشيرة إلى أن الوجود العسكري الفرنسي، الذي يشمل نحو ألف جندي في البلاد، لم يعد يتماشى مع تطلعاتها الوطنية. القرار جاء في سياق أوسع يشهد تراجعاً ملحوظاً للنفوذ الفرنسي في مستعمراتها السابقة في إفريقيا، بعد سلسلة من الانقلابات التي أطاحت بحلفاء باريس في مالي، النيجر، وبوركينا فاسو، ما أدى إلى طرد القوات الفرنسية من تلك الدول. تشاد ليست الوحيدة في هذا المسار؛ فقد شهدت المنطقة قرارات مشابهة. على سبيل المثال، النيجر انسحبت من اتفاقية تعاون عسكري مع الولايات المتحدة في مارس الماضي، بينما عززت الدول الإفريقية التي ابتعدت عن فرنسا وواشنطن تعاونها مع روسيا. ففي يناير الماضي، وافقت النيجر على تعزيز الشراكة الدفاعية مع روسيا بعد طرد القوات الفرنسية. تُظهر هذه التحولات الإقليمية تبدل موازين القوى في غرب ووسط إفريقيا. إذ تواجه فرنسا تآكلاً مستمرًّا في نفوذها، في وقت تُعيد فيه الدول الإفريقية تقييم شراكاتها الأمنية والسياسية بما يتناسب مع مصالحها الوطنية المتغيرة. (المشهد)