أدّت الخطط العسكرية الإسرائيلية للهجوم على رفح إلى تفاقم التوترات بين حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي أصبحت محبطة بشكل متزايد من محاولات كبح جماح الحملة العسكرية الإسرائيلية، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".وأكدت الصحيفة الأميركية أن تداعيات انعدام الثقة بين الرئيس بايدن ونتنياهو، اللذين تحدثا 19 مرة منذ هجوم "حماس" في 7 أكتوبر، باتت أكثر وضوحا في الأيام الأخيرة. وأشارت إلى أن بايدن يحاول الآن وضع حد للعملية العسكرية الإسرائيلية المقترحة على رفح حيث يقيم الآن 1.1 مليون فلسطيني.وأعلنت الولايات المتحدة أنها لن تدعم، تحت أي ظرف من الظروف، خطة لغزو واسع النطاق لرفح، وأنها تفضل عمليات محددة الأهداف، وأن إدارة بايدن طلبت من الجيش الإسرائيلي إعداد "خطة ذات مصداقية" تتضمن عناصر عسكرية وإنسانية في حال قرر تجاهل نصيحة واشنطن وغزو المدينة.ويسلط الصدام المتزايد بين الحكومتين بشأن رفح الضوء على تراجع نفوذ إدارة بايدن على نتانياهو مع استمرار جيشه في مهاجمة غزة، حتى مع تزايد الضغوط داخل الحكومة الأميركية لكبح جماح إسرائيل، بحسب الصحيفة.ونقلت الصحيفة عن مسؤوليين أميركيين قولهم إن وزارة الخارجية الأميركية تحقق في عدة غارات جوية إسرائيلية في غزة أدت إلى مقتل عشرات المدنيين واحتمال استخدام إسرائيل للفسفور الأبيض في لبنان، لتحديد ما إذا كان الجيش الإسرائيلي أساء استخدام القنابل والصواريخ الأميركية لقتل المدنيين.الهوة تتّسع بين واشنطن وتل أبيبفي الأسابيع الأخيرة، كان المسؤولون الأميركيون يستكشفون طرقاً مختلفة لممارسة الضغط على نتانياهو، لكن بايدن لم يُظهر أي استعداد لاستخدام أكبر أداة لديه وهي مبيعات الأسلحة لإسرائيل. وقال مسؤولون أميركيون إن الرئيس رفض أي حديث عن إبطاء مبيعات الأسلحة لإسرائيل، وبدلاً من ذلك اعتمد إلى حد كبير على التصريحات في محاولة للتعبير عن سخطه.وقال بريان كاتوليس، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، في حديث إلى "وول ستريت جورنال" إن الرسائل العامة لإدارة بايدن حتى الآن ليس لها تأثير يذكر على دفع نتانياهو إلى تطوير استراتيجية خروج من غزة أو تبني هدف إدارة بايدن المتمثل في تحقيق التقدم في محادثات لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.وأضاف "لقد اتّسعت الفجوة بين إدارة بايدن وحكومة نتانياهو بشأن مجموعة من القضايا الرئيسية في الأسابيع الأخيرة مع استمرار الحرب بين حماس وإسرائيل".وبحسب مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، وصلت العلاقة بين الجانبين إلى نقطة الغليان، منذ أنهى بايدن فجأة مكالمته الهاتفية في أسبوع عيد الميلاد بعد حديث اتّسم بالتوتر بشأن الضحايا المدنيين، والمطالب الأميركية بحاجة إسرائيل إلى التحول إلى مرحلة جديدة في الصراع، والتركيز على العمليات المستهدفة.ويشعر بعض كبار مساعدي بايدن بالقلق بشكل متزايد من أن دعمه لحرب إسرائيل في غزة يهدد بالإضرار باحتمالات إعادة انتخابه وسط تراجع الدعم من الناخبين الشباب.في الأسبوع الماضي، أرسل بايدن مجموعة من مستشاري السياسة الخارجية والمستشارين السياسيين إلى ميشيغان في محاولة لتهدئة الغضب المتزايد بشأن الوفيات في غزة قبل الانتخابات التمهيدية الرئاسية في ميشيغان في 27 فبراير.(ترجمات)