نشرت صحيفة "هآرتس" تقريرًا أكدت فيه أنه وعلى الرغم من أنّ فرص النجاح تبدو ضئيلة، إلا أنّ التصعيد العسكريّ الإسرائيليّ ضد "حزب الله" في لبنان، قد يدفع نحو تحريك المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة والشمال.
وفي الوقت الذي تُظهر فيه إسرائيل استعدادها لعملية برية في لبنان، تستمر الغارات الجوية المكثفة التي أشعلت الذعر بين السكان، وأجبرتهم على النزوح شمالًا.
حتى الآن، لم تُطلق إسرائيل عمليتها البرية، بينما تدور خلف الكواليس محاولات دبلوماسية محمومة تقودها الولايات المتحدة، لوقف إطلاق النار لأشهر عدة في الشمال، مع ربط ذلك باتفاق مع "حماس" في غزة.
التصعيد المستمر، وسقوط الضحايا على الجبهة الشمالية، يرفع من مخاطر اندلاع حرب إقليمية واسعة، ما قد يدفع الأطراف نحو تكثيف جهودها للوصول إلى تهدئة.
في هذا السياق، تواجه إدارة بايدن تحدّيًا كبيرًا في مساعيها للتوصل إلى وقف إطلاق النار، بينما يُصرّ حسن نصر الله، زعيم "حزب الله"، على مواصلة الهجمات طالما تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وفي ضوء هذه التطورات، استدعت إسرائيل لواءين احتياطيّين إلى الحدود الشمالية، لتعزيز فرقة المظلّيين رقم 98 التي تم نشرها سابقًا، ورغم هذه التحركات، يبقى استدعاء الاحتياط محدودًا مقارنة بحشد القوات الذي أعقب هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر.
استعدادات عسكرية
في هذه الأثناء، اجتمع رئيس الأركان الإسرائيليّ هرتزل هاليفي مع قادة الجيش في مناورة تدريبية في الشمال، وأكد أنّ الهدف هو "إعادة سكان الشمال إلى ديارهم"، مضيفًا أنّ القوات الإسرائيلية قد تضطر إلى دخول قرى أعدها "حزب الله" كمواقع عسكرية.
في المقابل، تأتي هذه الاستعدادات العسكرية في وقت تتداول فيه الأوساط السياسية تقارير عن مبادرة أميركية جديدة، تقضي بوقف القتال لأسابيع عدة في الشمال، على أن يرتبط ذلك بوقف مماثل في غزة، واستئناف المحادثات بشأن صفقة الأسرى.
ورغم تصاعد الجهود الدبلوماسية، إلا أنّ الموقف على الأرض يظل شديد التوتر.
الأربعاء أطلق "حزب الله" صاروخ أرض-أرض باتجاه الضاحية الشمالية لتل أبيب، مستهدفًا ما قيل إنه مقر الموساد، هذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الحزب العاصمة التجارية لإسرائيل بشكل مباشر، ما اعتبرته تل أبيب إشارة غامضة على أنّ الحزب يسعى لتجنب حرب شاملة، لكنه في الوقت نفسه لن يقف مكتوف الأيدي أمام استمرار الغارات.
ورغم محاولات الحزب ضبط إيقاع التصعيد، فإنّ إسرائيل لا تزال تواصل ضرباتها الجوية العنيفة، حيث قتلت أكثر من 50 شخصًا في لبنان يوم الأربعاء وحده، فيما أصابت صواريخ "حزب الله" 4 مدنيّين إسرائيليّين في الجليل الغربي، وفقًا للصحيفة.
ويشير التقرير إلى أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قريبًا، فإنّ "حزب الله" قد يلجأ إلى توسيع نطاق هجماته الصاروخية، لتطال مناطق أعمق في إسرائيل، ما قد يشل حياة ملايين الإسرائيليّين، ويدفع الجيش الإسرائيليّ إلى شن عملية برية شاملة، رغم الخلافات الداخلية حول هذه الخطوة.
ومع استمرار تصاعد التوترات، يعمل البيت الأبيض على تكثيف الجهود الدبلوماسية، في محاولة لاحتواء الأزمة المتفجرة في المنطقة، حيث تتزايد المخاوف من أن يؤدي التصعيد الحاليّ إلى انفجار إقليميّ واسع النطاق.
(ترجمات)