في حادثة غريبة من نوعها، أثارت الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، عرض الصحفي المكسيكي خايمي موسان قبل أيام مجموعة من الجثث المحنطة في علب خشبية وزجاجية صغيرة، حيث أعلن أن هذه الكائنات تم العثور عليها في دولة بيرو، ويقدر عمرها بألف عام. وشهد الصحفي المكسيكي تحت القسم أن 30% من الحمض النووي الخاص بهذه الكائنات مجهول، وأنها ليست متعلقة بالبشر من قريب أو بعيد، في إشارة إلى كونها كائنات فضائية. ويعرف عن الصحفي موسان اهتمامه الكبير بالمخلوقات الفضائية، والأجسام الطائرة المجهولة الهوية، فيما لا تعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها العثور على أجسام غربية، يرافقها ادعاءات أنها تعود إلى كائنات فضائية، إذ لا يخلو عقد من هذه الأخبار والمعلومات.كما سبق لموسان وقدم أجسام عام 2015 على أنها جثة محنطة، وتعود إلى مخلوقات فضائية، وقال حينها إنه تم العثور على هذه الجثة قرب منطقة صحراء نازكا الشهيرة في دولة بيرو.وكانت الولايات المتحدة شهدت أيضا جلسة استماع عقدتها اللجنة الفرعية للرقابة والمساءلة في مجلس النواب الأميركي.واستمع المجلس في يوليو الماضي إلى شهادات أدلى بها مسؤولون وطيارون مقاتلون في الجيش الأميركي حول الأجسام الطائرة الغريبة في السماء.وكانت وكالة الفضاء الأميركية قد أعلنت إطلاق تحقيق مستقل، بقيادة مجموعة من العلماء البارزين، وخبراء الطيران، العام الماضي.والخميس، عينت "ناسا" أول مدير لها لأبحاث الأجسام الطائرة المجهولة. وأشار تقرير "ناسا" إلى أهمية رصد الظواهر الغريبة في الفضاء باستخدام أجهزة استشعار متعددة جرت معايرتها بشكل جيد.ظهور كائنات فضائية 2023وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن "المخلوقات التي عرضت أمام الكونغرس في صناديق ذات نوافذ، بدت أقرب إلى الشخصيات في فيلم ET الخيالي الفضائي، كانا كلاهما أبيض اللون، برأسين متضخمين، 3 أصابع في اليد، وأطراف طويلة نحيفة".في حين قالت صحيفة "تلغراف" البريطانية إن "المسكيك صدمت العالم عندما عرضت جثتين محنطتين لكائنين فضائيين صغيرين في جلسة استماع بالكونغرس"، معتبرة "أننا ندخل عالما غريبا عندما يصبح موقع YouTube أكثر جدارة بالثقة من الحكومات". وأشارت إلى أن المشكلة في عينات المخلوقات التي تم عرضها والتي يُزعم أن تجاويفها الداخلية تحتوي على معادن نادرة وبيض، هي أن العلماء فضحوها، مبينة أنه في فيلم وثائقي صدر عام 2021، قام ألكسندر سوكولوف من مدونة "علماء ضد الأساطير" على YouTube، بتجميع فريق من الخبراء لفحص البنية العظمية للكائنات الفضائية الصغيرة، ووجدوا أن الجثث كانت مصنوعة من "خليط من عظام الإنسان والحيوان". حقيقة وجود كائنات فضائيةفي السياق، يقول الخبير في علم الفلك عماد مجاهد وزميل الجمعية الفلكية الملكية البريطانية في حديثه إلى منصة "المشهد" إن:علماء الفلك يؤمنون بوجود حياة وكائنات ذكية في الفضاء خارج المجموعة الشمسية، أي بين النجوم في المجرة. هناك اهتمام دولي وتحديدا من وكالة ناسا التي أصبح اهتمامها الأساسي البحث عن حياة ذكية في الكون. حتى أن علماء ناسا يبحثون عن حياة بدائية خارج المجموعة الشمسية على بعض الكواكب والأقمار السيارة، والتي يوجد فيها بحار ومياه وبالتالي لا بد من وجود حياة فيها. وكل ذلك لا يزال تحت الدراسة، والسبب هو وجود مليارات الكواكب السيارة مثل الأرض في مجرة درب التبانة، والتي لا بد لأحد هذه الكواكب أن يكون عليها حياة. وحول ما تمت مشاهدته في المكسيك يقول مجاهد:إلى الآن لم يتم الاتصال مع أي كائن حي خارج الأرض. بالنسبة للأجسام الطائرة، إلى الآن لا يوجد شيء يثبت وجود حياة أو حضارة مثل تلك التي على الأرض.كل الأمور التي تتم مشاهدتها هي كائنات اصطناعية أو طبيعية على الأرض. بالنسبة لكائنات المكسيك، فهي غريبة جدا وتحتاج إلى المزيد من المعلومات، وإلى الآن لم يتم إثباتها على أنها مخلوقات ذكية. في المقابل، يشرح مشهور الوردات، أستاذ الفيزياء الفلكية في قسم الفيزياء التطبيقية وعلم الفلك في جامعة الشارقة ومدير الشؤون الأكاديمية في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، أن:ظاهرة مشاهدة أجسام غريبة ليست بالجديدة، وعلى مر التاريخ انتشرت مثل هذه الأنباء. لكن إذا عدنا إلى قبل غزو الإنسان للفضاء، مثل دوران المركبة الروسية حول القمر عام 1968، لم يوجد تسجيل لأي مشاهدات مثل ما يحدث اليوم. وإذا وجد فإنه كان نادرا جدا، أي أن هذه الأمور حصلت بعد غزو الإنسان للفضاء أو بعد التطور التكنولوجي. ولفت الوردات في حديث لمنصة "المشهد" أن"التضخيم والتهويل لهذه الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي يلعب دورا كبيرا، كذلك الحالة النفسية تلعب دورا من ناحية أنه عندما تريد مشاهدة شيء ما ومراقبته قد تشعر وكأنك حقا تراه".وجود الفضائيين في الأرضواستقبلت الحكومة المكسيكية ما تقدم فيه الصحفي بترحيب، وعقد الكونغرس المكسيكي جلسة خاصة، سمح فيها عرض الأجسام التي ادعى أنها تعود لكائنات غريبة، لكن سرعان ما تعرضت الحكومة إلى انتقدات حول إيلاءها الموضوع أهمية أكثر من ما يستحق.وعرض خايمي موسان، تابوتين صغيرين يحتويان على متحجرات مفترضة لكائنين فضائيين، أمام النواب الثلاثاء، فيما قال موسان وهو يدلي بشهادته تحت القسم "هذه العينات ليست جزءا من تطور عالمنا، لم يتم انتشالها من خردة جسم غامض، لقد تم العثور عليها متحجرة في منجم طحالب دياتوم". وحول وصول هذا الأمر إلى أروقة السياسة يشدّد الوردات على أنه "يجب وضع حد لهذه الأمور والشائعات التي قد تحيط بهذه الكائنات، إذ يتطلب الحديث عن مواضيع كهذه وجود أدلة علمية، وما ظهر بالفيديو مجرد دمى، لا علاقة له بالمخلوقات الفضائية، وحتى في حال وجود حياة على كواكب أخرى، من الصعب اكتشافها نتيجة الفرق الزمني بين كوكب الأرض والكواكب الأخرى".وتباينت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مستهجن من هذه الأجسام، وما بين مستغرب من تعاطي الحكومة المكسيكية مع هذه الحادثة، وتحقيق ما أراد الصحفي تحقيقه، إلا وهي الشهرة والاهتمام بالأخبار التي ينشرها. تعليقا على ذلك، قال أحد المكسيكيين "نتمنى أن تعطي الحكومة اهتماما للقضايا الأخرى التي تهم الشأن العام". فيما قال آخرون "لقد حذرونا منهم في المسلسل الشهير The Xfiles الذي عرض في التسعينيات، لكننا لم نصدقهم واعتبرناه مجرد مسلسل خيال علمي، لسنا وحدنا في هذا الكوكب". في حين دعا البعض ساخرين إلى تنصيب الصحفي سامون "رئيس العلاقات بين المجرات". ولا بد من الإشارة إلى أنه خلال العقد الماضي ظهرت الكثير مثل هذه الادعاءات بوجود كائنات فضائية، لكن جميعها لم يتم إثباتها علميا.(المشهد)