أعلنت الرئاسة اللبنانية، مساء الاثنين، تكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة اللبنانية بعد أن حظي بأكبر قدر من التأييد بين أعضاء البرلمان.وسمى نواف سلام 84 نائباً مقابل تأييد 9 آخرين لميقاتي، ولم يسم 35 نائباً أي شخص لرئاسة الحكومة، من أصل 128 نائباً يضمهم البرلمان.ولم تسم كتلة (الوفاء للمقاومة) التي تضم نواب "حزب الله"، أي شخص لرئاسة الحكومة، وفق الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام.وفي موقف منسجم، لم تسم كتلة التنمية والتحرير التي تضم نواب حركة أمل الحليفة لـ"حزب الله" أحداً لرئاسة مجلس الوزراء اللبناني.وقال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري "مبروك للبنان تسمية الصديق نواف سلام لرئاسة الحكومة"، لافتاً الى أنها أنها "فرصة إضافية تتكامل مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيسا".وذكر الحريري، أن "أملنا كبير أن تنضوي كافة القوى تحت سقف الشرعية، المعنية بحماية الجميع وحفظ الكرامات والتوقف عن سياسات الكسر والكيدية والاستقواء، ليستكمل عقد المؤسسات الدستورية".من هو نواف سلام رئيس الحكومة اللبنانية المكلف؟ وُلد نواف سلام في لبنان عام 1957، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة باريس. شغل نواف سلام منصب مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة بين عامي 2007 و2014. خلال هذه الفترة، كان له دور كبير في تمثيل لبنان في المنظمات الدولية وتقديم وجهة نظر لبنان في القضايا السياسية والإنسانية العالمية. نظرًا لتجاربه في العمل الدبلوماسي، أصبح سلام شخصية معروفة في الأوساط الدولية وله علاقات واسعة مع العديد من الشخصيات الدبلوماسية وصناع القرار حول العالم. كان نواف سلام من المدافعين عن سياسة الحياد في لبنان، والتي تهدف إلى الحفاظ على استقلال لبنان وعدم التدخل في النزاعات الإقليمية. وهذا الموقف أكسبه احترامًا لدى بعض الأوساط التي تعتبر الحياد أساسًا للحفاظ على استقرار لبنان. نواف سلام من أبرز الشخصيات التي تدعو إلى ضرورة إجراء إصلاحات جذرية في النظام السياسي اللبناني، بما في ذلك مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في الإدارة الحكومية. في العديد من تصريحاته، أعرب سلام عن انتقاده للنظام السياسي الطائفي السائد في لبنان، مؤكدًا على ضرورة تحديث النظام السياسي ليصبح أكثر فعالية ويعكس التوازن الاجتماعي والسياسي في البلاد. يحظى نواف سلام بدعم من بعض القوى السياسية والمدنية التي ترى فيه شخصية ذات كفاءة عالية قادرة على إدارة الحكومة بكفاءة وتحقيق التغيير المنشود. ولكن، في الوقت نفسه، يواجه معارضة من بعض القوى السياسية التي تتمسك بالنظام الطائفي الحالي. نواف سلام كان من بين المنتقدين لسياسات الحكومة اللبنانية السابقة التي أدت إلى الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعاني منها لبنان من العام 2019. ويعتقد أنه من الضروري إجراء إصلاحات عاجلة في القطاع المالي والمصرفي لجذب الاستثمارات وإعادة الثقة في الاقتصاد اللبناني. يُنظر إليه كأحد الشخصيات التي قد تكون قادرة على تجاوز الأزمات السياسية الحالية في لبنان، بفضل خلفيته الدولية وسمعته كقائد قادر على اتخاذ قرارات جريئة. (وكالات )