خلال الشهر الجاري شجّع الرئيس الأميركيّ السابق دونالد ترامب روسيا على "فعل ما تشاء" تجاه حلفاء الناتو الذين لا يساهمون بشكل كافٍ في التحالف العسكري.ورفض إدانة الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين بوفاة أليكسي نافالني.وقد أعرب ترامب مرارًا وتكرارًا عن انبهاره بروسيا، وأغدق الثناء على بوتين ورفض الوقوف في وجه الرئيس الروسيّ بشأن مجموعة من القضايا، من التدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2016 إلى الحرب في أوكرانيا قبل عامين تقريبًا، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية."كل الطرق تؤدي إلى بوتين"إنّ تحفظ ترامب في مواجهة روسيا بالقوة وتملّقه المنتظم لبوتين، أثار منذ فترة طويلة السؤال التالي: لماذا في حالة ترامب "كل الطرق تؤدي إلى بوتين؟" وتثير جولته الأخيرة من التشجيع المؤيد لروسيا التساؤل نفسه، ولكن الآن على خلفية متغيرة بشكل كبير. تدخل الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، من دون أيّ علامات على التراجع، ويصف منتقدو بوتين وفاة نافالني بأنها جريمة قتل. وتحت قيادة ترامب، انجرف الحزب الجمهوريّ في اتجاه انعزاليّ بشكل ملحوظ في السياسة الخارجية، مع قيام الجمهوريّين في مجلس النواب حاليًا، بمنع المساعدات التي تشتد الحاجة إليها لأوكرانيا.ويفسر مستشار الأمن القوميّ السابق لترامب جون بولتون، صداقة ترامب وانبهاره بالقادة "الاستبداديّين" مثل رجب طيب إردوغان في تركيا، وكيم جونغ أون في كوريا الشمالية، وفيكتور أوربان في المجر، وشي جين بينغ في الصين، بأنّ ترامب "واجه صعوبة مع الكثير من الزعماء الأجانب المنتخبين ديمقراطيًا، وخصوصًا النساء".وبالمثل، قال السفير لدى روسيا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، مايكل ماكفول، إنّ ترامب معجب بالقادة الأقوياء، لكنه أضاف أنّ الرئيس السابق يبدو أيضًا أنه يشارك بصدق فلسفة حكم مماثلة مع بعض هؤلاء المستبدين.وقال ماكفول: "هناك نوع من التقارب الإيديولوجيّ بينهما، وهناك نوع من الحركة العابرة للحدود الوطنية لهؤلاء القوميّين الشعبويّين، والأشياء التي يقولها ترامب والأشياء التي يقولها بوتين متشابهة للغاية".التساهل مع بوتينورفضت حملة ترامب فكرة أنّ الرئيس السابق كان متساهلًا في تعاملاته مع بوتين، وأشاروا إلى التعليقات الأخيرة للرئيس الروسيّ التي قال فيها إنه يفضل الرئيس بايدن على ترامب، واصفًا بايدن بأنه "أكثر خبرة" و"أكثر قابلية للتنبؤ" و"سياسيّ من المدرسة القديمة".وقالت المتحدثة باسم ترامب كارولين ليفيت في بيان: "فلاديمير بوتين أيّد مؤخرًا جو بايدن لمنصب الرئيس، لأنه يعلم أنّ بايدن ضعيف ويمكن بسهولة التنمّر عليه، كما يتضح من غزو بوتين لأوكرانيا المستمر منذ أعوام"، مشيرة إلى أنه "عندما كان الرئيس ترامب في المكتب البيضاوي، تم ردع روسيا وجميع خصوم أميركا، لأنهم كانوا يخشون كيفية ردّ الولايات المتحدة".ومع ذلك، تظل العلاقة بين ترامب وبوتين معقّدة بشكل خاص، حيث توصل مجتمع الاستخبارات الأميركي، ولجنة مجلس الشيوخ المكونة من الحزبين الجمهوريّ والديمقراطي، والتحقيق الذي أجراه المستشار الخاص روبرت س. مولر الثالث لمدة عامين، إلى أنّ روسيا تدخلت في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.تشير "واشنطن بوست" إلى أنه بمجرد انتخابه، استمرت العلاقة الحميمة بين ترامب وبوتين. في مايو 2017، شارك ترامب معلومات سرية للغاية مع وزير الخارجية الروسية والسفير الروسيّ خلال اجتماع في المكتب البيضاوي، ما دفع المسؤولين الأميركيّين الحاليّين والسابقين، إلى التحذير من أنّ ما كشف عنه ترامب يعرض مصدرًا رئيسيًا للاستخبارات حول "تنظيم الدولة الإسلامية" للخطر.كما هدد ترامب مرارًا وتكرارًا بقلب حلف الناتو رأسًا على عقب، وهو هدف بوتين منذ فترة طويلة. وفي قمة عام 2018 في هلسنكي، التقى ترامب مع بوتين على انفراد لمدة ساعتين، ولم ينضم إليه سوى مترجمَيهما، قبل أن يظهر في مؤتمر صحفيّ وينحاز إلى الرئيس الروسيّ ضد وكالات الاستخبارات الخاصة به، بشأن مسألة التدخل الروسيّ في الانتخابات.استمر سلوكه المثير للجدل بمجرد تركه منصبه. في فبراير 2022، على سبيل المثال، عندما بدأ بوتين الحرب في أوكرانيا، وصف ترامب بوتين وعدوانه بأنه "عبقريّ" و"ذكيّ جدًا".وفي الآونة الأخيرة، بدا تارمب وكأنه يدعو روسيا إلى غزو دول حلف شمال الأطلسي التي لا تدفع حصتها الكاملة من المستحقات، وانتقد مرة أخرى الدول الحليفة لعدم مساهمتها بشكل كافٍ في الدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي.(ترجمات)