تشهد الجزائر اليوم الانتخابات الرئاسية السابعة في تاريخها، حيث يتوجه أكثر من 24 مليون ناخب جزائري إلى مراكز الاقتراع عبر محافظات الوطن كافة للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لاختيار رئيس للجمهورية الجزائرية لفترة تمتد لخمس سنوات، ويعدّ هذا الاستحقاق الرئاسي الثاني بعد الحراك الشعبي الكبير الذى اندلع في فبراير 2019، وأول انتخابات رئاسيّة تجرى في ظل الدستور الجديد، الذي صدر في نوفمبر 2020.محطة سياسية تمثل رهاناً كبيرًا أمام الجزائريين، وتطرح العديد من التساؤلات حول ما ينتظر الرئيس المقبل من تحديات اقتصادية واجتماعية وكيف يمكن أن يتعامل معها النظام السياسي المقبل؟ مؤشرات الكتلة الناخبة يتنافس على انتخابات الرئاسة الجزائرية ثلاثة مرشحين يُمثلون مختلف التيارات السياسية الوطنية والإسلامية والديمقراطية، ويتعلق الأمر بمرشح جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، والمترشح الحُر عبد المجيد تبون، ومرشح حركة مجتمع السلم، عبد العالي حساني شريف. وفقًا للأرقام الصادرة عن السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات فإن الهيئة الناخبة تضم 24,351,551 مسجلًا، منهم 23,486,061 ناخبًا داخل الوطن، بنسبة 47% من النساء و53% من الرجال، أما نسبة المسجلين الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة فتبلغ 36%.فيما يتعلق النسبة للجالية الجزائرية في الخارج، فقد انطلقت عملية التصويت الإثنين الماضي وتستمر إلى اليوم، وتضم الهيئة الناخبة للجالية في الخارج 865,490 ناخبًا، منهم 45% نساء و55% رجال. وقد بلغت نسبة الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا 15.43%.تحديات اقتصادية في هذا السياق، يرى الخبير الاقتصادي الدكتور الهواري تيغرسي في حديث لمنصة "المشهد" أنّ الرئيس المقبل أمامه ورشات كبيرة لمواصلة تحقيق إصلاحات اقتصادية شاملة تهدف بدرجة أولى إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، بالإضافة إلى تعزيز الصناعات المحلية والزراعة والسياحة وكل هذا في ظل الوعود الاقتصادية بتحقيق نسبة نمو تزيد على 4.2 % وناتج محلي إجماليّ يصل إلى 400 مليار دولار في عام 2027، وبلوغ قيمة الصادرات خارج المحروقات 7 مليارات دولار. وعن أبرز التحديات الاقتصادية يقول الخبير الاقتصادي الهواري تيغرسي إنها تشمل مجموعة من النقاط أبرزها: التحديات الداخلية للرئيس المقبل ترتكز حول وقف التضخم وملفات القدرة الشرائية، وتحقيق الأمن الغذائي والمائي، ورقمنة الإدارة بشكل عام. ضرورة الاهتمام بـ "الحرية الاقتصادية" خصوصا مع الانفتاح على الاستثمار الأجبني ومرافقته من خلال قانون الاستثمار.توسيع الرقمنة للتقليص ومكافحة الاقتصاد الموازي، والذي بلغ مؤشرات كبيرة خلال العقد الماضي.أهمية جني ثمار استصلاح الأراضي في الجنوب الكبير، لا سيما تحقيق موسمين لزراعة الحبوب (القمح والذرة) في السنة الواحدة، وتحقيق مشروع إنتاج الحليب المجفف.العمل أكثر على تحسين مؤشرات تطوير قيمة العملة الجزائرية أمام اليورو والدولار. الاهتمام أكثر بالتمكين المستدام لمجال اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، وحاضنات الأعمال في الجامعات وخارجها، والتكوين في مجالات الذكاء الاصطناعي، فضلا عن الانخراط في مسار الرقمنة بشكل جدي في جميع المجالات هو إحدى أهم أولويات الرئيس المقبل.كل هذه التحديات يرى محدثنا أنها تأتي في ظل وضع صندوق النقد الدولي الجزائر في المرتبة الثالثة، ضمن أهمّ اقتصادات إفريقيا، برسم عام 2024، بعد جنوب إفريقيا ومصر، متجاوزة نيجيريا التي جاءت هذه المرة بالمرتبة الرابعة هو ما يفرض المزيد من العمل للحفاظ على ما تحقق حسب تيغرسي.رهانات سياسية واجتماعيةمن جانبه، يرى الدكتور الطاهر شروف أستاذ العلوم السياسية في تصريح لـ"المشهد" أنه على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، ينتظر الرئيس الذي سينتخبه الجزائريون ملفات العدالة الاجتماعية وتحسين مستوى معيشة المواطنين، بالإضافة إلى تحسين الخدمات العامة مثل التعليم والصحة والنقل ويعدد المحلل السياسي مجموعة من التحديات في هذا السياق التي تنتظر الرئيس المقبل أبرزها: رفع المنح الاجتماعية لتحسين مستوى معيشة المواطنين من خلال زيادات كبيرة في الأجور ومنح البطالة بالإضافة إلى معاشات المتقاعدين الأجراء وغير الأجراء، والتقاعد النسبي المنتظر تطبيقه قريباً. اعتماد تقسيم جديد للمحافظات الجزائرية وفق نظرة اقتصادية واجتماعية جديدة تراعي موارد كل منطقة خلافا للتقسيم السابق. تحقيق العدل والمساواة في التنمية عبر ربوع البلاد بمشاريع تدعم التنمية المحلية.وتابع محدثنا أن نسبة المشاركة في الانتخابات مهمة؛ لأنها تمنح الشرعية للرئيس المنتخب خصوصا بالمحافل الدولية.آخر الإحصائيات في السياق نفسه، أعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بالجزائر، محمد شرفي، عن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي انطلقت صباح اليوم السبت، حتى الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي للجزائر.عدد المصوتين داخل البلاد، حتى الساعة العاشرة صباحا، بلغ مليون و69 ألفا و872 ناخبا، ما يمثل نسبة 4.56%.عدد المصوتين خارج البلاد، بلغ حتى الساعة العاشرة من صباح اليوم السبت، 125485 ناخبا، أي بنسبة 14.50%.وقد تم برمجة هذه المداخلات بداية من الساعة 11,15 صباحا بتوقيت الجزائر بالنسبة للمداخلة الأولى ثم على الساعة 14,15 زوالا بالنسبة للمداخلة الثانية.(الجزائر - المشهد)