قال الناطق باسم الهلال الأحمر السوداني أسامة أبو بكر إن "الوضع الإنساني في السودان يزداد سوءا يوما بعد يوما مع استمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع".وذكر أبو بكر في حديثه مع منصة "المشهد" أن المناطق التي تشهد الاشتباكات وتحديدا في ولاية الخرطوم تعيش "شبه مجاعة" بسبب حدوث نقص كبيرة في المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء والمياه.وأشار إلى أن الأسواق والمحال التجارية مغلقة بسبب الحرب، كما توجد مشاكل في سلاسل التوريد الداخلية.وقال أبو بكر إن "الأزمة الإنسانية تتفاقم بسبب اتساع المساحة الجغرافية للصراع ومكانه، ولفت إلى أن الاشتباكات تتركز في ولاية الخرطوم التي يعيش بها 10 ملايين نسمة، ربع عدد سكان السودان".وحذر الناطق باسم الهلال الأحمر من حدوث كارثة إنسانية إذا استمرت الاشتباكات أكبر من ذلك.أما على المستوى الطبي، فقال أبو بكر إن الوضع الصحي "متدهور جدا جدا"، مشيرا إلى وجود نقص في الكوادر الطبية والمستلزمات والأدوية.وطالب بضرورة أن تتضمن هدنة وقف إطلاق النار توفير ممرات إنسانية آمنة لعلاج الجرحى ونقل النازحين ورفع الجثث من الشوارع والطرقات.وقال إن "قائدي الجيش والدعم السريع عليهم مسؤولية تاريخية بسبب تعريض حياة ملايين السودانيين للخطر جراء الحرب والجوع".ولفت إلى أن الهلال الأحمر بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر يحاول تزويد المستشفيات بالكوادر الطبية، والمساعدة في نقل النازحين والفارين من الحرب.كما حث أبو بكر طرفي الصراع على وقف شامل لإطلاق النار.كثير من الوفياتقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأربعاء، إن المنظمة تتوقع "الكثير" من الوفيات الأخرى في السودان بسبب تفشي الأمراض ونقص الخدمات الضرورية في ظل القتال العنيف.وتقول المنظمة إن المعارك المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ منتصف أبريل أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 459 شخصا وإصابة أكثر من 4 آلاف.وقال تيدروس "بالإضافة إلى الوفيات والإصابات الناجمة عن النزاع نفسه، تتوقع منظمة الصحة العالمية الكثير من الوفيات الأخرى بسبب تفشي الأمراض ونقص الغذاء والمياه وتعطل الخدمات الصحية الضرورية بما في ذلك التطعيم".وأوضح أن 16% فقط من المرافق الصحية تعمل في العاصمة السودانية.وتابع "تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن ربع الأرواح التي زهقت حتى الآن كان من الممكن إنقاذها من خلال إمكانية السيطرة على النزيف بصفة أساسية. لكن المسعفين وأطقم التمريض والأطباء غير قادرين على الوصول إلى المدنيين الجرحى كما أن المدنيين غير قادرين على الحصول على الخدمات".وتجري منظمة الصحة العالمية تقييما للمخاطر لتحديد ما إذا كان الاستيلاء على مختبر في الخرطوم يمثل خطرا على الصحة العامة نظرا لأنه مكان تتوافر فيه مسببات الأمراض.وقال مايك رايان مدير برنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية "عندما يُجبر طاقم المختبر على المغادرة ويدخل أشخاص غير مدربين إلى ذلك المختبر فهناك دائما مخاطر ولكن المخاطر تقع في المقام الأول على هؤلاء الأفراد أولا وقبل كل شيء لتعريض أنفسهم عن طريق الخطأ لمسببات الأمراض".لكنه أضاف أن عدم توافر الماء النظيف واللقاحات إلى جانب مشكلات الصرف الصحي الأخرى تمثل الخطر الرئيسي على السودانيين.(المشهد)