شهدت العلاقات السورية الروسية في صيغتها الجديدة، خطوة مفاجئة إلى الأمام، عقب اتصال هاتفي جمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره السوري أحمد الشرع. وكشف بيان للكرملين تفاصيل ما دار بين الرئيسين، إذ أكد أن بوتين تمنى النجاح للشرع، وأبدى استعداده لتقديم مساعدات لدمشق من أجل إعادة الإعمار، كما عبر عن دعمه لوحدة الأراضي السورية.من جانبه، قال المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف، للإعلامي رامي شوشاني في برنامج "المشهد الليلة" الذي يُعرض على قناة ومنصة "المشهد": "العلاقات السورية الروسية مبنية على مصالح مشتركة، وليس سرًا أن روسيا تحتاج وتسعى للحفاظ على وجودها العسكري في سوريا، وقبل كل شيء على قاعدتيها العسكريتين في حميميم وطرطوس".وتابع قائلًا: "من جانبها، يمكن أن تساهم روسيا في إعادة الإعمار في سوريا، خصوصًا أن هذا الأمر طرحته موسكو حتى خلال أيام بشار الأسد، بالتالي أعتقد أنه يوجد دون شك مجال للتعاون بين الطرفين، إذا كانت السلطات السورية الجديدة ترغب في ذلك حقًا".هل يسلم بوتين الأسد إلى الشرع؟وعن إمكانية تسليم بوتين الأسد إلى الشرع، قال أونتيكوف: "بطبيعة الحال روسيا لن تسلم بشار الأسد إلى السلطة السورية الجديدة، لأن خطوة كهذه تعني خسارة كبيرة بالنسبة لسمعة روسيا وواجهتها على الساحة الدولية، بالتالي هذا الأمر مستحيل ولكن في نفس الوقت، لا ننكر أن مسألة بشار الأسد هي مسألة سياسية للغاية، فإذا فعلًا تم طرح هذه المسألة على بساط البحث بين سوريا وروسيا، فهذا يعني أن السلطة السورية تسعى لتوتير العلاقات ما بين موسكو ودمشق وتسعى لمزيد من التصعيد بين الطرفين".ووأضف أونتيكوف: "كلا الطرفين يحتاجان لبعض، فروسيا تحتاج للحفاظ على قاعدتيها العسكريتين في سوريا ولكنها في نفس الوقت وهذا ليس سرًا، تحاول أن تجد بديلًا للقاعدتين، وفي المقابل يعاني الاقتصاد السوري الضعف حاليًا وروسيا يمكن أن تساهم وتساعد سوريا في هذا المجال كإعادة الإعمار وإقامة بعض المشاريع التي تنتظرها دمشق مثل بناء المستشفيات والمدارس وغيرها، خصوصًا أن سوريا ما زالت تعاني تداعيات حرب دموية استمرت لسنوات".وختم قائلًا: "إذا أصرت السلطة السورية الجديدة على مسألة تسليم بشار الأسد كمسألة غير قابلة للنقاش، لا نستبعد سيناريو انسحاب كامل من سوريا، ففي نهاية المطاف، نعلم أن ظروف الوجود العسكري الروسي في سوريا أصعب بكثير مقارنة مع ما كانت عليه خلال أيام النظام السابق خصوصًا بعد ما شاهدناه من أخبار في وسائل الإعلام أن السلطة السورية الجديدة منعت مرور القافلة العسكرية الروسية باتجاه القاعدة في طرطوس وأجبرتها على العودة إلى مطار حميميم، بالتالي الظروف ليست سهلة بالنسبة للجيش الروسي في سوريا حاليًا".(المشهد)