قبل أقل من 40 يوما عن موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفي ظل سباق متقارب بشكل كبير، استفادت نائبة الرئيس كامالا هاريس من دعم عدد متزايد من السياسيين الجمهوريين المعروفين في رئاسيات 2024، بينما استطاع الرئيس السابق دونالد ترامب، تأمين مساندة سياسيين ديمقراطيين بارزين على المستوى الوطني، ومساندة آخرين لديهم ثقل سياسي على المستوى المحلي، كعمدة هامترامك بولاية ميشغان المتأرجحة، الأميركي من أصول يمنية، عامر غالب، الذي كشف مؤخرا تأييده للرئيس السابق رغم خلافاته معه.المواقف التي اتخذها سياسيون بارزون في كلا الحزبين، يختلف مراقبون حول تأثيرها على حظوظ دونالد ترامب وكاملا هاريس، رغم عدم نفيهم لأهمية كل صوت في هذا السباق الرئاسي المتقارب. جمهوريون ومحافظون متشددون يؤيدون هاريس أعلن 741 من كبار قادة الأمن القومي، المنتمين للحزبين الديمقراطي والجمهوري، تأييدهم للمرشحة الديمقراطية، نائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس، كرئيس مقبل للولايات المتحدة. وحسب الرسالة التي نشرت تفاصيلها منظمة قادة الأمن القومي في أميركا – منظمة غير ربحية – بعد أن وقعها أكثر من 230 جنرالا وضابطا استخباراتيا، بما في ذلك 15 جنرالا وأدميرالا متقاعدا من فئة 4 نجوم، و10 وزراء، و10 أمناء خدمة، و148 سفيرا، فإن المجموعة ترى في رئاسيات الـ5 نوفمبر 2024 "خيارا بين القيادة الجادة والاندفاع الانتقامي، وبين الديمقراطية والاستبداد". تأتي الخطوة الأخيرة لهذه المجموعة عقب سلسلة من المساندات أمنتها المرشحة الديمقراطية منذ خلافتها للرئيس الحالي جو بايدن، على رأس البطاقة الانتخابية للحزب، شهر يوليو الماضي، وما تبعه من مناظرة جمعتها بالمرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، بفيلادلفيا في 10 سبتمبر الجاري. ومن أبرز السياسيين الجمهوريين الذين أعلنوا دعمهم لهاريس، أنتوني سكاراموتشي، الذي قضى فترة قصيرة كمدير اتصالات البيت الأبيض في عهد ترامب، وأوليفيا تروي، التي كانت مستشارة الأمن الداخلي لنائب الرئيس مايك بنس، إضافة إلى مجموعة تضم أكثر من 200 شخص عملوا مع الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، والسيناتور ميت رومني والسناتور الراحل جون ماكين. وكانت ليز تشيني، إبنة نائب الرئيس الأسبق، ديك تشيني، التي شغلت مناصب عدة في وزارة الخارجية الأميركية خلال فترة رئاسة جورج بوش، من أوائل السياسيين الجمهوريين الداعمين لهاريس والمنتقدين لترامب، لينضم والدها إلى ركب المناصرين لهاريس، مُرجعا موقفه إلى ما سمّاه "الخطر الذي يشكله دونالد ترامب". هذا وقالت كلا من ستيفاني جريشام، التي شغلت منصب سكرتيرة صحفية للبيت الأبيض في عهد ترامب، ورئيسة موظفي السيدة الأولى ميلانيا ترامب، وأوليفيا تروي التي كانت مستشارة لبنس، إنهما ستمنحان صويتهما لهاريس، بدل مرشح حزبهما الجمهوري ترامب.ساسة يساريون ليبراليون صاروا "ترامبقراطيين"على الجانب الآخر، أصبح اثنان من السياسيين البارزين الذين ترشحوا سابقا للرئاسة كديمقراطيين، من أقوى داعمي الرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات عام 2024، وهما النائبة الدمقراطية السابقة تولسي غابارد، التي غادرت الحزب في 2022، ووروبرت إف كينيدي جونيور، نجل السناتور السابق الذي تم اغتياله عام 1968، روبرت فرنسيس كينيدي، أخ الرئيس الأسبق جون أف كينيدي الذي تعرض هو الآخر للاغتيال عام 1963. وعلق وروبرت إف كينيدي جونيور حملته المستقلة للرئاسة، وأيد ترامب في أواخر أغسطس المنصرم، وبعد أن سعى في البداية لترشيح الحزب الديمقراطي، أعلن في الـ9 أكتوبر 2023 أنه سيرشح نفسه كمرشح مستقل. في حين يُعد غابارد وكينيدي أشهر الديمقراطيين الذين دعموا ترامب، برزت أسماء العديد من الديمقراطيين الذين أيدوا الرئيس السابق، من بينهم رود بلاغوجيفيتش، الذي شغل منصب حاكم إلينوي، وقضى بعد ذلك ما يقرب من ثماني سنوات في السجن، ثم أطلق سراحه في عام 2020 بعد أن قطع الرئيس السابق ترامب عقوبته البالغة 14 عاما، بتهمة الفساد السياسي. وفي خطوة فاجأت مناصريه ومعارضيه على حد سواء، أعلن عامر غالب عمدة هامترامك، التابعة لمقاطعة واين، في ولاية ميشغان، التي تكتسي أهمية بالغة في حسم السباق الرئاسي، بامتلاكها لـ17 صوتا في المجمع الانتخابي، وتعد موطنا لأكبر جالية عربية في الولايات المتحدة، أعلن دعمه للرئيس السابق دونالد ترامب. وبرر غالب قراره باعتقاده بقدرة ترامب على إنهاء الصراع الحاصل في الشرق الأوسط، بعد رفض إدارة بايدن، الاستجابة لمطالب الناخبين العرب، بوقف الحرب على غزة. سباق متقارب وكل صوت سيكون مؤثرا لحسم الفائز تتضارب الأراء و تختلف الرؤى بشأن مواقف بعض الشخصيات السياسية الجمهورية والديمقراطية، وتفضيلهم مساندة مرشح الحزب الغريم على المرشح الذي اختاره حزبهم، لخوض سباق الرئاسيات. في مقابلة مع منصة "المشهد، قال المحلل السياسي والصحفي السابق بصحيفة يو اس اي توداي، الذي ألف كتاب "انقلاب هيج: كيف أجبر أقرب مساعدي ريتشارد نيكسون على ترك منصبه"، روي لوكر، إن رؤية نائب الرئيس الأسبق ديك تشيني، الذي يُعد من أكثر الجمهوريين محافظة، إلى جانب العديد من أعضاء الكونغرس السابقين، ومئات من كبار قادة الأمن القومي، والوزراء والسفارء السابقين، الذين اختاروا دعم هاريس، تؤشر على أن العديد من كبار الساسة الجمهوريين لا يشعرون بالارتياح لترامب. في الجهة الأخرى، يشير لوكر إلى عضو الكونغرس السابقة عن ولاية هاواي، تولسي غابارد، التي غيرت لونها السياسي أكثر من مرة، ونافست للترشح للرئاسة كديمقراطية في 2020، تدعم ترامب، إلى جانب روبيرت أف كينيدي، المنحدر من عائلة ديمقراطية يغير توجهه نحو مرشح الحزب الجمهوري. على النقيض، يصف المستشار السابق لحملة ترامب أنتوني شيفر الذين دعموا كامالا هاريس بالبيروقراطيين الباحثين عن الأضواء والباحثين عن الاهتمام والطامحين في العودة للساحة السياسية، ومن شأنهم الإساءة لهاريس بدل زيادة حظوظها. عن دعم ترامب، قال شيفر لمنصة "المشهد" إنه يعرف بشكل شخصي بعض الجمهوريين الداعمين لهاريس، وعلى رأسهم تولسي غابارد، التي عمل معها كمستشار استخباراتي خلال تمثيلها لولاية هاواي بمجلس الشيوخ، وثمن توجهها لدعم الرئيس السابق، إلى جانب شخصيات رفيعة أخرى، يجمعهم هدف وضع مصالح الولايات المتحدة على رأس قائمة الأولويات، على حد تعبيره. أنتوني شيفر وصف ما يحدث على الساحة السياسية الأميركية، بأنه خيار بين أولئك الذين يريدون حروب لا نهاية لها، ويسعون لتواصل النزاعات الدولية في اليسار، وبين أولئك الذين يعارضون الحرب في اليمين. عن مدى تأثيير الدينامكيات الحاصلة وسط العديد من الشخصيات اليسارية واليمينية، على توجهات الناخبين، قال المحلل السياسي، روي لوكر إنه لن يكون بالغا، ولكن في سباق متقارب كالذي يجري الآن، فإن كل صوت من شأنه أن يُحدث الفارق. (المشهد )