ناقش دبلوماسيون دوليون كبار استراتيجيات منع الحرب في غزة من الاتساع إلى خارج إسرائيل والأراضي الفلسطينية الأحد بعد 3 أشهر بالضبط من بدء الصراع في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الفلسطينية والإسرائيلية مقتل آلاف العسكريين والمدنيين.وقام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بزيارتين منفصلتين إلى المنطقة لمحاولة وقف امتداد الحرب المستمرة منذ 3 أشهر إلى لبنان والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وممرات الشحن في البحر الأحمر. وكثيرا ما تتبادل إسرائيل وجماعة "حزب الله" اللبنانية إطلاق النار عبر الحدود، وتشهد الضفة الغربية حالة غضب تصل إلى حد الغليان بينما يبدو أن "الحوثيين" المتحالفين مع إيران عازمون على مواصلة الهجمات على ممرات الشحن في البحر الأحمر حتى توقف إسرائيل قصفها لغزة. وكان بلينكن في عمان بالأردن بعد توقفه في تركيا واليونان. وكان بوريل في رحلة إلى لبنان في الفترة من 5 إلى 7 من يناير. وقال كلاهما للصحفيين إن أولويتهما هي وقف اتساع نطاق القتال. وقال بلينكن للصحفيين قبل أن يتوجه إلى الأردن من خانيا باليونان، في رحلته الرابعة إلى المنطقة منذ 7 من أكتوبر، عندما شنت حركة "حماس" هجوما عبر الحدود على إسرائيل "نكثف تركيزنا على منع اتساع نطاق هذا الصراع"."القتال سيستمر خلال 2024"وقدم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري تقريرا السبت، عشية مرور 3 أشهر على اندلاع الحرب، إذ أشارت إسرائيل إلى تحول في الآونة الأخيرة لتقليص قواتها في الوقت الذي تواجه فيه ضغوطا دولية بشأن تزايد عدد القتلى المدنيين والأزمة الإنسانية في قطاع غزة. وقال هاغاري إن القوات الإسرائيلية أكملت تفكيك "الإطار العسكري" لـ"حماس" في شمال غزة وقتلت نحو 8000 مسلح في تلك المنطقة. وقال في إفادة صحفية عبر الإنترنت "نركز الآن على تفكيك (حماس) في وسط وجنوب قطاع غزة". وأضاف "القتال سيستمر خلال عام 2024. نحن نعمل وفق خطة لتحقيق أهداف الحرب، وهي تفكيك (حماس) في الشمال والجنوب". وبدأ القصف والتوغلات الإسرائيلية في غزة بعد أن هاجم مسلحو "حماس" من القطاع إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 أسيرا، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.ويعتقد أن أكثر من 100 أسير ما زالوا محتجزين لدى "حماس".وأدى الهجوم الإسرائيلي، الذي يهدف إلى القضاء على "حماس"، إلى مقتل 22722 فلسطينيا حتى السبت، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، فضلا عن تدمير قطاع غزة. ولا تفرق أرقام الضحايا الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بين المقاتلين والمدنيين، لكن الوزارة قالت إن 70% من القتلى في غزة هم من النساء والأشخاص دون سن 18 عاما. وأدى القتال إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتدمير الكثير من المنازل والبنية التحتية المدنية في غزة وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء. استمرار القصفواحتدم القتال السبت في غزة، خاصة في مدينة خان يونس الجنوبية وبالقرب منها، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل أعضاء من "حماس". وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن قصفا كثيفا وقع في خان يونس بالقرب من مستشفى الأمل. وقال على منصة "إكس" إن شظايا تناثرت على المنشأة الطبية وسط دوي إطلاق نار كثيف من الطائرات المسيرة. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن غارة جوية إسرائيلية على مبنى سكني مساء السبت أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 12 وإصابة 50، فيما قتلت غارة أخرى على مدرسة في وسط غزة 4 أشخاص. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته الخاصة قتلت عدة مسلحين بالمدينة وعثرت على عتاد عسكري تستخدمه "حماس". واضطر معظم سكان غزة للنزوح مرة واحدة على الأقل بسبب القصف. وتنفي إسرائيل استهداف المدنيين، لكنها تقول إن مسلحي "حماس" يتعمدون الاندساس بين السكان المدنيين، وهو ما تنفيه الحركة. (رويترز)