تحاول قطر ومصر إقناع طرفي النزاع إسرائيل وحركة "حماس" بالدخول في مفاوضات حول خطة لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ عشرة أشهر مخلفة عشرات آلاف القتلى معظمهم من الفلسطينيين. في مايو، حدد الرئيس الأميركي جو بايدن لأول مرة ما قال إنها مبادرة إسرائيلية. ويجري الوسطاء الآن اتصالات سرية مع طرفي النزاع اللذين أطلقا انتقادات دبلوماسية قبل محادثات هذا الأسبوع. وفي ما يلي ما هو معلن عن تلك الجهود:لماذا الآن؟ بعد عدة محاولات فاشلة لإنهاء الحرب، تزايدت المطالبة الدولية بوقف إطلاق النار. وتسببت الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر بتحول جزء كبير من قطاع غزة حيث يعيش 2.4 مليون شخص إلى أنقاض. وتقول الأمم المتحدة إن الأطفال في قطاع غزة يموتون من سوء التغذية والجوع. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن لا شيء سيوقف السعي إلى القضاء على حركة "حماس" وإعادة الأسرى. ويواجه نتانياهو معارضة داخلية وضغوط دولية حتى من حليفته الرئيسية الولايات المتحدة. 3 مراحل في 31 مايو الماضي، قال بايدن إن إسرائيل تقترح "خارطة طريق" من 3 مراحل لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى في قطاع غزة. وبحسب الخطة فإن المرحلة الأولى تستمر لـ6 أسابيع تتضمن وقفا كاملا ودائما لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة. كما تتضمن إطلاق سراح عدد من الأسرى بمن فيهم النساء والمسنين والجرحى مقابل "إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين" لدى إسرائيل وفق ما قاله الرئيس الأميركي. أما المرحلة الثانية، فقال بايدن إنه وفي حال اتفق الجانبان فسيتم التفاوض على "وقت دائم للأعمال العدائية"، بالإضافة إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء وانسحاب القوت الإسرائيلية من غزة. وبحسب بايدن، يستمر العمل بوقف إطلاق النار طالما المفاوضات مستمرة. وقال مسؤولون إن الوسطاء القطريين ركزوا على الدفع بوقف دائم للأعمال العدائية بينما شاركت مصر بشكل أكبر في ملف تبادل الأسرى وإدخال المساعدات إلى غزة. في المرحلة الثالثة وعد بايدن أن يكون هناك "خطة إعادة إعمار كبرى لغزة" وإعادة رفات الأسرى القتلى. وقال دبلوماسيون إن دول الخليج ستلعب دورا رئيسيا. إنجاز ينظر إلى بدء المحادثات على أنه إنجاز، وقال دبلوماسي مطلع على جهود الوساطة "بالنظر إلى الكراهية وانعدام الثقة بين الطرفين فإن التحدي الأكبر سيكون حملهم على المشاركة في المحادثات". وتابع "لا يوجد ضمانات". الأسبوع الماضي زار رئيس الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع الدوحة، وأكد مكتب نتانياهو أنه لا تزال هناك "ثغرات". هذا الأسبوع، سينضم برنيع إلى رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) المتواجد في القاهرة برفقة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز. أما نتانياهو فيتمسك بمطالبه. وقال مكتبه في بيان إن "أي اتفاق سيسمح لإسرائيل باستئناف القتال حتى تحقيق جميع أهداف الحرب". وأضاف البيان أن على الاتفاق أن يضمن "عدم تهريب الأسلحة إلى حماس من مصر" و"عدم عودة آلاف المسلحين إلى شمال قطاع غزة". وفيما يتعلق بـ"حماس"، فخففت من مطالبها بأن تلتزم إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار وتتهم الحركة الإسلامية نتانياهو بالسعي إلى نسف جهود اتفاق الهدنة. وحذر رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية من أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة غزة ورفح يهدد بإعادة "عملية التفاوض إلى المربع الأول". رهانات إذا استمرت الحرب سيخسر الطرفان الكثير. وحذر الرئيس الأميركي حليفه بأن "الحرب إلى أجل غير مسمى سعيا وراء مفهوم غير محدد للنصر الكامل لن تؤدي إلا إلى تعثر إسرائيل في غزة واستنزاف الموارد الاقتصادية والعسكرية والبشرية وزيادة عزلة إسرائيل في العالم". لدى كلا الجانبين الكثير ليخسره إذا استمر الصراع. وقال خبراء إن "حماس" تقاتل من أجل وجودها وأنها قادرة على البقاء. ورأى المتخصص في شؤون الشرق الاوسط في مركز أبحاث المجلس الأطلسي أحمد فؤاد الخطيب، إن إسرائيل لا تستطيع القضاء على "حماس". وأضاف "لا توجد بدائل فورية قابلة للتطبيق لتحدي الجماعة بسبب فشل التخطيط الإسرائيلي للحرب وترسخ حماس العميق في المجتمع الفلسطيني".(أ ف ب)