تتمسّك السلطة الفلسطينية بإنهاء "الحالة المسلّحة" في مخيم جنين في الضفة الغربية، سعياً "للتكيّف" مع قيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وإظهار قدرتها على السيطرة على قطاع غزة بعد توقّف الحرب، وفق محلّلين. وتدور منذ أسابيع معارك عنيفة في المخيم بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية و"كتيبة جنين" التي تسيطر على المخيم وتتألف من مسلحين ينتمون الى فصائل فلسطينية مختلفة، ما تسبّب بمقتل 11 شخصاً من بينهم 5 عناصر من الأمن الفلسطيني وناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي و4 مدنيين آخرين وقيادي من كتيبة جنين. وينتمي معظم عناصر كتيبة جنين إلى حركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس" اللتين تخوضان منذ السابع من أكتوبر 2023، حرباً مدمّرة في قطاع غزة مع الجيش الإسرائيلي. ويقول مسؤول في السلطة فضّل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس "الرئيس محمود عباس يرفض بشكل قاطع أي وساطة... ويشدّد على أن يسلّم هؤلاء (المسلّحون) أنفسهم وأسلحتهم للسلطة الفلسطينية". وبدأت الأحداث في الخامس من ديسمبر، عقب اعتقال الأجهزة الأمنية قياديًّا ميدانيًّا من كتيبة جنين بتهمة حيازة أسلحة وأموال، أعقبه قيام مسلحين بمصادرة مركبتين تابعتين للسلطة الفلسطينية. على الأثر، بدأت الأجهزة الأمنية عملية عسكرية تحت شعار "حماية الوطن"، فحاصرت المخيم بعدد كبير من الآليات والعناصر. واندلعت المواجهات بين الطرفين. وقالت الأجهزة في بياناتها إنها تستهدف "الخارجين عن القانون". وشدّد المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء أنور رجب في بيان على أنه "لن يكون هناك أي تساهل مع هذه الفئة الضالة الخارجة عن القانون". وقال "ستواصل الأجهزة الأمنية وبكل ما أوتيت من قوة، العمل لفرض النظام والقضاء على الفوضى وحماية أمن شعبنا مهما كانت التضحيات"."بروفا حاسمة" ويقول المحلّل السياسي خليل شاهين لوكالة فرانس برس "ما يحدث في جنين هو بروفا حاسمة تحاول السلطة الفلسطينية من خلالها فرض سيطرتها وفرض الأمن في جنين ومنطقتها، ومن الممكن أن تنتقل إلى مناطق أخرى". ويضيف أنها "تدرك تماماً أنها أمام إختبار وتحاول أن تنحني أمام العاصفة في ظل الهجمات الإسرائيلية والتغييرات التي حصلت في المنطقة، وتستعد لدخول مرحلة ترامب". وتضاف حلقة العنف الجديدة هذه في الضفة الغربية إلى المواجهات الناتجة عن الغارات والمداهمات الإسرائيلية وهجمات المستوطنين، والتي ازدادت بنسبة كبيرة منذ بدء الحرب في غزة. وكان مخيم جنين مسرحا لمداهمات عدة ومواجهات دامية.(أ ف ب)