حذّر المبعوث الخاص للأمم المتحدة من دمشق غير بيدرسون، من جر سوريا إلى الصراع الدائر في المنطقة قائلًا إنّ "الحل الوحيد لتجنب هذا السيناريو هو إنهاء الحرب في غزة ولبنان". وبعد لقائه وزير الخارجية السوري بسام الصباغ، أضاف بيدرسون أنه من الضروري للغاية تهدئة التصعيد حتى لا يتم جر سوريا أكثر إلى هذا النزاع.ومنذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في لبنان، زادت وتيرة الغارات في سوريا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 105 أشخاص، معظمهم مقاتلون موالون لإيران. وفي حصيلة جديدة للغارات الإسرائيلية على سوريا، استهدفت إسرائيل يوم الأربعاء الماضي 3 مواقع في مدينة تدمر في ريف حمص الشرقية.وبالتزامن مع هذا التحذير، تزايدت وتيرة الاتصالات بين موسكو وتل أبيب، وفق تقارير نشرها أيضا المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد تكثيف إسرائيل هجماتها الجوية على أهداف داخل سوريا بمبررات استهداف ميليشيات إيرانية وضرب إمدادات لـ"حزب الله" لإضعافه في جنوب لبنان.ادعاءات إسرائيلية كاذبةولمناقشة هذه التطورات المتسجدة، قال المستشار في رئاسة مجلس الوزراء السوري الدكتور عبد القادر عزوز لقناة "المشهد": "الادعاءات الإسرائيلية التي تقول إن الحكومة السورية تسمح باستخدام أراضيها كقاعدة لنقل الأسلحة إلى "حزب الله" في لبنان، تندرج ضمن تبرير الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا وعلى سيادة الجمهورية العربية السورية وعلى المدنيين".وتابع قائلاً: "إسرائيل تريد تبرير كل هذه الممارسات أمام الرأي العام، من خلال القول إنها تستهدف إما مخازن أسلحة لـ"حزب الله" أو مواقع عسكرية لإيران وغيرها، وأؤكد بأن كل ما تقوم به إسرائيل هو استهداف للمدنيين السوريين وأيضا لعسكريي الجيش العربي السوري ولمواقع تابعة للجيش العربي السوري، وليس لميليشيات إيرانية على الإطلاق".محاربة الإرهابوأردف بالقول: "قرارات مجلس الأمن التي صدرت في العام 2014، نصت على ضرورة أن تتعاون الدول مع كل من سوريا والعراق من أجل محاربة الإرهاب، ولم يلبِ ذلك إلا الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا الاتحادية، وشكلت الولايات المتحدة الأميركية تحالفًا دوليًا مزعومًا، كرست من خلاله قواعد الاحتلال الأميركي وقامت باستهداف المدنيين الأبرياء وسمحت لميليشيات انفصالية بالاستمرار في سرقة النفط السوري وحاصرت المدنيين الأبرياء على مدار السنوات الماضية في شمال شرق سوريا".واستطرد قائلا: "الجيش العربي السوري منتشر على مساحات واسعة من الجغرافيا السورية ومتمركز في مواقع ونقاط عسكرية عدة، لمواجهة الميليشيات الانفصالية والتنظيمات الإرهابية وغيرها، وسوريا تقوم دائمًا بموقف دفاعي ودفاعاتها الجوية تتصدى لكافة الاعتداءات، أكانت من قبل صواريخ أو طائرات مسيّرة، وتقوم بما تستطيع أن تقوم به في ظل محاولة الكيان الصهيوني الهروب إلى الأمام من خلال الجرائم المستمرة التي تطال المنطقة".وأضاف قائلا: "عندما جاء بيدرسون إلى سوريا، اطلع من القيادة على طبيعة مخاطر استمرار الجرائم الإسرائيلية في المنطقة، وأنه لا يمكن على الإطلاق الاعتقاد بأن الولايات المتحدة الأميركية تستطيع إدارة هذا الصراع إلى ما لا نهاية أو تستطيع احتواء عدم توسع رقعة النزاع الجغرافية، بالتالي لا بد أن يدرك الغرب وأن تدرك أميركا بأن مصالحهم بالإضافة إلى مصداقيتهم أصبحت على المحك، بسبب إخفاقات نتانياهو ومشروعه الإجرامي الذي لا أفق له على الإطلاق".وختم قائلا: "مهما زادت وتيرة الإجرام الصهيوني، لن يتخلى أبناء المنطقة عن حقهم الطبيعي في الدفاع عن أنفسهم ضد أيّ قوة احتلال في المنطقة، والسلام هو من خلال إحلال وقف إطلاق نار فوري، والجيش العربي السوري على أتم جهوزية للدفاع عن أرضه والدفاع عن سيادته وكذلك الشعب السوري، وإسرائيل يمكن أن تنجح جويًا، ولكن لن تستطيع أن تحرز أي تقدم بري وهذا ما شاهدناه بوضوح في كل من غزة وجنوب لبنان فما بالكم في سوريا، خصوصًا أنّ المؤسسة العسكرية هناك لا تزال متماسكة ولم يحدث فيها رغم كل سنوات الحرب الظالمة أيّ تصدع".(المشهد)