أثار قرار الإدارة السورية الجديدة بفرض قيود على دخول اللبنانيين الأراضي السورية جدلًا واسعًا. وقال مصدر عسكري لبناني إن القرار جاء بعد مناوشات بين الجيش اللبناني والمسلحين السوريين، فيما أشار مسؤول أمني إلى أنه تم وفق مبدأ "المعاملة بالمثل"، بعد إجراءات مماثلة في لبنان. ومع ذلك، يرى محللون أن القرار يستهدف "حزب الله"، بهدف تضييق الخناق عليه وقطع خط تهريب السلاح من إيران عبر سوريا إلى لبنان.إغلاق الحدود بين لبنان وسورياوفي هذا الشأن، قال مدير تحرير موقع "أساس ميديا" الصحفي محمد بركات لقناة "المشهد": لا علاقة لـ"حزب الله" بالقرار السوري المستجد إطلاقًا، لأن الحزب، إذا أراد أن يهرّب مالًا أو سلاحًا، فهو لن يدخل من المعابر الشرعية التي فرضت عليها الإدارة السورية الجديدة هذه القيود، بالتالي، المعابر غير الشرعية هي ما يلجأ إليه أي مهرب، إن كان من المنطقة اللبنانية أو من المنطقة السورية.الإدارة السورية الجديدة فرضت قيودًا على كل من يريد أن يدخل إلى الأراضي السورية، ومن هذه القيود أن يكون لدى الذي يريد زيارة سوريا إقامة، وفي الواقع، ليس هناك أي طريقة ليكون لديك إقامة، أو أن تستطيع حجز فندق ويكون في حوزتك ألفي دولار، فأنا شخصيًا، أعرف عددًا من الصحفيين الذين دفعوا أو أعلنوا أنهم يملكون ألفي دولار وحجزوا في فنادق سورية، ولم يُسمح لهم بالعبور.وأضاف بركات: "سُمح لصحفيين من جنسيات أخرى بالعبور، أما اللبنانيون فلم يُسمح لهم بذلك، كما أعرف أصدقاء حاولوا أن يذهبوا سياحة إلى دمشق، وقاموا بكل ما يلزم ولم يسمح لهم بالعبور، بالتالي، يمكننا القول إن الحدود بين لبنان وسوريا مقفلة اليوم بقرار سياسي، وأن القيود التي فُرضت من قبل الإدارة السورية الجديدة شكلية، لأن الحدود في الواقع مقفلة، حيث يسمح بمرور إما السوريين وإمّا الأجانب وإمّا من لديه إقامة، لأن والدته سورية أو زوجته سورية".عقاب جماعي للبنانيين؟وعن مبدأ "المعاملة بالمثل"، قال بركات: "المعاملة بالمثل لا يمكن أن تنطبق هنا، فهناك أكثر من مليون سوري في لبنان، وجزء كبير منهم لم يضعوا ألفي دولار ولا يملكون حجزًا فندقيًا، بالتالي، ربما تُعتبر هذه القيود عقابًا جماعيًا للبنانيين، ولا أعرف ما السبب، ولكن رئيس الحكومة اللبنانية اتصل بقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع وكان الاتصال إيجابيًا، وبحث كيفية معالجة المشكلة على الحدود التي تهدد عددًا كبيرًا من اللبنانيين، الذين لهم مصالح في سوريا، خصوصًا سكان المناطق المجاورة".واستطرد قائلًا: "القيادة السورية تخشى من محاولة زعزعة الاستقرار السوري من خلال لبنان، لأن المسؤولين الإيرانيين أطلقوا تصريحات واضحة، قبل أسبوع أو أسبوعين، تناولوا فيها الوضع في سوريا، حتى أن المرشد الأعلى الإيراني قال إن ما جرى في سوريا هو فوضى أميركية، متوعدًا بأن هناك ثلة من الشجعان ستخرج لتعيد الأمور إلى نصابها، وقبل أيام صرح أحد المسؤولين أيضًا، بأن هناك تدريبات لـ130 ألف مقاتل في سوريا سيكونون في الواجهة قريبًا".وقال بركات: "يخشى السوريون بطبيعة الحال من أنه إذا حاولت إيران زعزعة الاستقرار في سوريا، ستلجأ بالتأكيد إلى المناطق المحاذية للبنان، بالتالي هذا الإقفال قد يكون محاولة استباقية بسبب الخوف الأمني والعسكري من احتمال تصدير ما يزعزع الاستقرار الأمني السوري في تلك المنطقة من لبنان، لأن القيادة السورية الجديدة مثخنة بجراح الذاكرة القريبة من بعض الجهات اللبنانية التي كانت في سوريا".وعن إمكانية تنفيذ خطة لطرد "حزب الله" من سوريا من قبل أحمد الشرع، قال بركات: "يوجد في الساحل أكثرية سكانية علوية، بالتالي لا يمكن طرد مليون أو مليونين أو 3 ملايين علوي من هذه المنطقة، لكن الإيراني يتحدث دائمًا عنهم باعتبار أن هؤلاء رصيده، ومن الجدير ذكره هنا، أنه جرت حركة تجنيس كبيرة لمواطنين لبنانيين قريبين من إيران في السنوات الأخيرة، وأعتقد أن سوريا الجديدة في طور سحب هذه الجنسيات منهم، وإلى ذلك الحين، الإجراء الذي اتخذته القيادة الجديدة هو تحسب من دخول هؤلاء الذين يملكون جنسيات وبطاقات هوية سورية شرعية، إلى الأراضي السورية".(المشهد)