ربط كثير من المعلقين بين الأحداث الأخيرة في التشاد وبين بقية الأحداث التي عاشتها دول إفريقية مثل النيجر والغابون قبل أشهر في أحدث الانقلابات المسجلة في القارة وفي حين تحدث البعض عن أحداث محدودة تم السيطرة عليها بالعودة للتصريحات الرسمية رأى عدد من المعلقين أنها محاولة انقلاب في البلد الذي يستعد لإجراء انتخابات رئاسية في بداية شهر مايو المقبل فهل حدث انقلاب في التشاد؟انقلاب في التشاد؟وصف عدد من المراقبين والناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي الأحداث التي عاشها التشاد الأربعاء بالانقلاب أو محاولة الانقلاب على السلطة المؤقتة القائمة.ورأى البعض أن الأحداث الأخيرة التي عاشتها العاصمة التشادية أنجمينا وتم خلالها مهاجمة مقر المخابرات على خلفية اعتقال ومقتل أمين عام الحزب الاشتراكي بلا حدود يحيى جديلو أو (أبوبكر الترابي) كما يسمونه، هي في الحقيقة محاولة للانقلاب على السلطة العسكرية المؤقتة التي تدير البلد منذ عام 2021 بقيادة محمد ديبي الابن خلفا لوالده.وقُتل أشخاص عدة في اشتباكات قرب مقر جهاز الأمن الداخلي بعاصمة تشاد نجامينا، بحسب روايات الحكومة وحزب معارض.وفي بيان إعلامي قالت الحكومة التشادية على لسان رئيسها الانتقالي محمد ديبي إنه أمر باعتقال الضالعين في مهاجمة مبنى ادارة المخابرات الوطنية ووجه بحملة للتفتيش في كافة المناطق وتفتيش كل المواقع على الجهات السيادية التي تمنعها القانون.لكن الحكومة التشادية المؤقتة لم تتحدث مثلما حدث في مناسبة سابقة عن محاولة انقلابية.واتهمت الحكومة الحزب الاشتراكي بلا حدود وزعيمه يايا ديلو بالوقوف وراء عملية اغتيال رئيس المحكمة العليا قبل أيام.وقال أمين عام الحزب إن القتلى سقطوا بالقرب من جهاز الأمن الداخلي عندما فتح جنود النار على مجموعة من أعضاء حزبه.ورئيس الحزب الاشتراكي يايا ديلو من الأسماء المرشحة لمنافسة ديبي الابن على رئاسة التشاد وهو ينتمي لذات قبيلته وقد كان من رجالات والده قبل أن يختلف معه ويفر خارج البلاد.وعاد ديلو بعد مقتل ادريس ديبو الأب عام 2021 خلال عمليات قتال مع متمردين ليقود حملات واسعة ضد النظام العسكري المؤقت الحاكم.انقلابات التشادوعرف التشاد عبر تاريخه العديد من محاولات الانقلاب.وفي عام 2023 أعلنت حكومة تشاد إحباط محاولة انقلاب قام بها عدد من العسكريين، على نظام الحكم للمرحلة الانتقالية الحالية، واعتقال المشاركين في المحاولة.وقالت الحكومة حينها "تخطر حكومة تشاد الرأي العام الوطني والدولي بأن أجهزة الأمن الداخلي أحبطت محاولة فاشلة تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتقويض النظام الدستوري للجمهورية ومؤسساتها". وأضافت: "قد وضعت هذه الخطة مجموعة صغيرة من المتآمرين تتألف من أحد عشر ضابطا في الجيش، بقيادة بحر الدين بردي تارقيو رئيس المنظمة التشادية لحقوق الإنسان".وفي يناير الماضي كشفت السلطات الأمنية في دولة تشاد تفاصيل أغرب عملية انقلاب، حيث تم القبض على 80 شخصا، بينهم جنود، كانوا يحاولون زعزعة استقرار مؤسسات الجمهورية.وقالت الهيئة إنه لتنفيذ عمليتها، لجأت المجموعة إلى المرابطين وغيرهم من المشعوذين، من خلال التضحية بالدجاج والماعز والأغنام وحتى "رجل"، وهو حارس من متجر لبيع الأجهزة في منطقة توكرة، تم العثور عليه مقطوع الرأس.(المشهد)