في الوقت الذي تكثف فيه الولايات المتحدة جهودها للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة، تتصاعد التوترات على الحدود الشمالية لإسرائيل. وتزايدت حدة تبادل الضربات بين إسرائيل و"حزب الله"، وتهدد تل أبيب بشن هجوم واسع النطاق على لبنان، إذا لم يوقف الحزب هجماته. ومن بين التصريحات العديدة التي صدرت في الأيام الأخيرة، برزت تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ هرتسي هاليفي خلال جولته في القيادة الشمالية الثلاثاء، حيث أعلن أنّ "تل أبيب تقترب من اتخاذ قرار بشأن هجمات "حزب الله" اليومية على الشمال، والجيش الإسرائيليّ مستعد لهذا القرار".ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "هآرتس"، فإنّ إسرائيل قد تلجأ إلى تكتيك محتمل يشمل توجيه ضربة حاسمة إلى لبنان، ويبدأ "حزب الله" برد الهجوم بدلًا من شن هجمات متكررة على إسرائيل.فما هي تبعات الضربات المتبادلة بين إسرائيل و"حزب الله" وتأثيرها على الصراع الراهن؟ وفقًا للتقرير فإنّ إسرائيل من خلال هذا التكتيك ستُثبت لـ"حزب الله" حجم الثمن الذي قد يدفعه إذا اندلعت حرب شاملة، الأمر الذي قد يدفع زعيم الحزب حسن نصر الله إلى التراجع.في المقابل، يجد التقرير أنّ الخطر من اتباع هذا التكتيك يتمثل في أنّ إسرائيل لن تكون قادرة على السيطرة على المعركة، وعلى الجانب الآخر من المفترض أنّ "حزب الله" أعدّ أيضًا مناوراته الحربية، وهو جاهز لسيناريوهات "الحوادث وردود الفعل".ويضيف التقرير أنّ مناورات التخويف المتبادل، قد تدفع الطرفين إلى الهاوية، والتي قد تشمل دمارًا ضخمًا في لبنان وسيحتاج اللبنانيون إلى سنوات طويلة لإصلاحه، وفي المقابل فإنّ الضرر الذي سيلحق بالمدن في شمال ووسط إسرائيل سيكون كبيرًا جدًا يفوق أبعاد هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر.ووفقًا للتقرير فإنه من مخاطر هذا التكتيك أنّ الجيش الإسرائيليّ لن يتمكن من الدخول في صراع كهذا بعد 8 أشهر من حرب صعبة في غزة، أدت إلى تآكل قدرته على القتال والتحمل.حتى الآن فإنّ "حزب الله" وإسرائيل لا يزالان بعيدين عن حافة الهاوية، لكنّ فتح جبهة تصعيد أكبر بينهما ستفضي حتمًا إلى المضيّ نحوها، وهو السيناريو الذي يدرك كل منهما أنه لا يستطيع تحمّل تكاليفه، وفقا للصحيفة.ووصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، والمستشار الخاص للبيت الأبيض للشرق الأوسط، بريت ماكغورك الأربعاء إلى المنطقة، سعيًا لحشد الدعم لآخر مقترح حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة.ووفقًا للتقرير فإنّ مبعوثي إدارة بايدن سيجدون أنفسهم أيضًا أمام جهود تهدئة مكثفة في لبنان، حيث التوترات هناك تقترب بالفعل من أعلى مستوياتها. (ترجمات)