أدى النمو السريع لصناعة الأسلحة الإيرانية خلال السنوات الماضية، والتي تعتمد على تكنولوجيا عالية الدقة فضلًا عن انخفاض تكلفتها، إلى إثارة قلق الولايات المتحدة وحلفائها، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".وأكدت الصحيفة الأميركية أن التحوّل الكبير في صناعة الأسلحة الإيرانية، خصوصا في مجال الطائرات بدون طيار، ساعد روسيا، من خلال شراء آلاف الطائرات بدون طيار في عام 2022 في تغيير ساحة المعركة في أوكرانيا، كما ساعد طهران على زيادة دعمها لحلفائها من الميليشيات في صراعات الشرق الأوسط التي اشتدت بالتزامن مع حرب إسرائيل مع حماس في غزة.وقال مسؤولون أميركيون إن إحدى أهم صادرات الأسلحة الإيرانية، هي طائرة بدون طيار من طراز شاهد، وهي مصممة لحمل متفجرات والاصطدام بهدفها، وجرى استخدامها في الهجوم الذي شنته ميليشيات عراقية في الأردن، وتسببت في مقتل 3 جنود أميركيين.مُصادرة أسلحة إيرانيةفي اليوم نفسه، أعلنت الولايات المتحدة، مُصادرة خفر السواحل الأميركي شحنة أسلحة قادمة من إيران ومتجهة إلى اليمن. وقالت القيادة المركزية الأميركية، إنّ الشحنة كانت متجهة إلى جماعة "الحوثيين" الموالية لإيران، وهم الجماعة التي أدت هجماتها على ممرات الشحن في البحر الأحمر إلى تعطيل التجارة العالمية.وقالت القيادة المركزية إنّ الشحنة تتضمن مكونات صواريخ وطائرات بدون طيار تحت الماء وعلى سطح الأرض. وكانت هذه هي ثاني عملية يتم مصادرتها خلال شهر منذ 11 يناير.وكشفت وكالة استخبارات الدفاع الأميركية في تحقيق صدر الشهر الجاري، أنّ نماذج من نفس عائلة الطائرات بدون طيار التي قتلت الجنود الأميركيين في الأردن، تم استخدامها على العديد من الجبهات، بما في ذلك من قبل "الحوثيين"، ومن قبل الميليشيات العراقية التي تستهدف إسرائيل، ومن قبل روسيا في حربها في أوكرانيا.وقال آدم روسيل، الباحث في شبكة Militant Wire: "من خلال تصدير هذه التقنيات وإثبات فعاليتها في المعركة، من المُرجّح أن تكون إيران قد غيرت طبيعة الحرب غير المتكافئة إلى الأبد، مما قد يعطي نفوذًا كبيرًا للجهات الفاعلة غير الحكومية التي كانت محرومة سابقًا".وقال نائب وزير الدفاع مهدي فرحي، في نوفمبر، إنّ إيران باعت أسلحة بقيمة مليار دولار تقريبًا في الفترة من مارس 2022 إلى مارس 2023، أي 3 أضعاف ما كانت عليه في العام السابق. في إحصاء لا يشمل الأسلحة المهربة.إيران في المركز الـ16 عالميًاوبهذه الإحصائية، أصبحت إيران في المركز الـ16 كأكبر بائع للأسلحة في العالم في عام 2022 بصادرات بقيمة 123 مليون دولار، مقابل 20 مليون دولار في عام 2017، عندما كانت إيران في المركز 33 بين أكبر المصدرين، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. .في السياق نفسه، تُخطط روسيا لشراء صواريخ باليستية قصيرة المدى من إيران، وفقًا لمسؤولين أميركيين، كما زودت طهران روسيا بالذخيرة، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.أيضًا يقوم الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، الذي يسيطر على الصناعة الدفاعية في البلاد، بتزويد حلفائه في الشرق الأوسط بالأسلحة بدون مُقابل كوسيلة لدعم أنشطتهم.واكتسبت الطائرات الانتحارية بدون طيار الإيرانية شهرة دولية في عام 2019 عندما قالت المملكة العربية السعودية إنّ إيران أو أحد حلفائها من الميليشيات كان وراء هجوم مُعقد بالصواريخ والطائرات بدون طيار على منشآت النفط السعودية، وهي اتهامات نفتها إيران.تغيير المُعادلة الأمنية في الشرق الأوسطوفي عام 2021، كان مسؤولو الدفاع في الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل يحذّرون من أن قدرة طهران سريعة التطور على بناء ونشر الطائرات بدون طيار ستغير المعادلة الأمنية في الشرق الأوسط.لكن الطائرات بدون طيار الانتحارية الإيرانية في ذلك الوقت كانت تُصنع غالبًا بمكونات متاحة على نطاق واسع تُستخدم في سوق الطائرات بدون طيار التجارية ومن قبل الهواة. وزاد الإنتاج بعد أن باعت إيران أكثر من 2000 طائرة بدون طيار من طراز شاهد إلى روسيا في عام 2022، وفقًا لمستشارين أمنيين للحكومة الأوروبية. وقالوا إن الشحنات التي تبلغ قيمتها نحو 20 ألف دولار لكل منها، حققت ما لا يقل عن 40 مليون دولار لطهرانوأظهرت الطائرات الإيرانية بدون طيار التي ظهرت في أوكرانيا قفزة في الهندسة، وأصبحت أكثر دقة من خلال التحسينات في الاتصالات اللاسلكية وأجهزة الكمبيوتر الموجودة على متنها وأدوات القياس، وفقًا لمنظمة أبحاث تسليح الصراعات، وهي منظمة تحقيقية مقرها المملكة المتحدة.(ترجمات)