أنشأت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية على مدى السنوات الثماني الماضية، شبكة من القواعد السرية في أوكرانيا على طول الحدود مع روسيا، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.وأوضحت الصحيفة: لأكثر من عقد من الزمان، قامت الولايات المتحدة بتعزيز شراكة استخباراتية سرية مع أوكرانيا.تمكنت وكالة الاستخبارات المركزية من توفير معلومات استخباراتية للأوكرانيّين، من أجل ضربات صاروخية مستهدفة، وتتبع تحركات القوات الروسية والمساعدة في الحفاظ على شبكات التجسس. الوكالة المركزية ساعدت كييف في تدريب جيل جديد من الجواسيس الأوكرانيّين الذين يعملون في روسيا وفي جميع أنحاء أوروبا. تعاون أوكرانيا مع أجهزة الاستخبارات الأميركية ليس من صنع زمن الحرب، كما أنّ كييف ليس المستفيد الوحيد. هذه الشراكة حولت أوكرانيا إلى مركز لجمع المعلومات الاستخبارية.ووفقًا للصحيفة تبدو القاعدة العسكرية الأوكرانية، التي تقع في غابة كثيفة، مهجورة ومدمرة نتيجة الحرب، لكن هذا فوق الأرض، حيث يوجد ممر سريّ يؤدي إلى مخبأ تحت الأرض، تقوم فيه فرق من الجنود الأوكرانيّين بتتبّع أقمار التجسس الروسية والتنصت على المحادثات بين القادة الروس، وعلى إحدى الشاشات، كان هناك خط أحمر يتبع مسار طائرة من دون طيار متفجرة، تخترق الدفاعات الجوية الروسية من نقطة في وسط أوكرانيا، إلى هدف في مدينة روستوف الروسية.مركز عصبيوالمخبأ تحت الأرض هو مركز عصبيّ سرّي للجيش الأوكراني. تشير الصحيفة إلى أنّ فكرة الشراكة ترسخت قبل عقد من الزمن، حيث اجتمعت على نحو متقطع في عهد 3 رؤساء أميركيّين، ودفع بها إلى الأمام أفراد رئيسيون، وحولت أوكرانيا، التي كان يُنظر إلى وكالاتها الاستخباراتية منذ فترة طويلة، على أنها معرضة للخطر بشكل كامل من قبل روسيا، إلى واحدة من أهم شركاء واشنطن الاستخباراتيّين ضد الكرملين اليوم. وأكدت روسيا على لسان العديد من المسؤولين، بأنّ تحريض الغرب لأوكرانيا، وإمدادها بالأسلحة والأموال، ونشره للحملات الإعلامية المضللة والتحريضية ضد روسيا، يُعتبر انخراطًا مباشرًا في الحرب ضد روسيا.اليوم، أصبح الطريق الضيق المؤدي إلى القاعدة السرية محاطًا بحقول الألغام، التي تم زرعها كخط دفاع في الأسابيع التي تلت الحرب الروسية على أوكرانيا، ويبدو أنّ الصواريخ الروسية التي ضربت القاعدة قد أغلقتها، لكن بعد أسابيع فقط عاد الأوكرانيون.وبفضل الأموال والمعدات التي قدمتها وكالة المخابرات المركزية، بدأت فرق العمل تحت قيادة الجنرال سيرهي دفوريتسكي، أحد كبار قادة الاستخبارات الأوكران، في إعادة البناء، ولكن تحت الأرض، ولتجنب اكتشافها، كانت تعمل فقط في الليل وعندما لا تكون أقمار التجسس الروسية في سماء المنطقة، كما أوقف العمال سياراتهم على مسافة بعيدة عن موقع البناء. دعم الوكالةوشدد الجنرال على المساهمة الكبيرة التي تقدمها وكالة المخابرات المركزية، مؤكدًا أنّ دعم الوكالة يصل إلى نسبة مذهلة تبلغ 110%. وقد تطور هذا التعاون، الذي يسبق الصراع الحالي، إلى أصل لا غنًى عنه لاستراتيجية أوكرانيا الدفاعية، الأمر الذي مكّنها من توجيه ضربات صاروخية مستهدفة، ومراقبة تحركات القوات الروسية، وتحصين شبكات التجسس.وفي المخبأ، أشار الجنرال دفوريتسكي إلى معدات اتصالات وخوادم كمبيوتر كبيرة، تم تمويل بعضها من قبل وكالة المخابرات المركزية، وقال إنّ فرقه كانت تستخدم القاعدة لاختراق شبكات الاتصالات الآمنة للجيش الروسي.وقال الجنرال دفوريتسكي لصحفيّ في صحيفة التايمز، خلال جولة: "هذا هو الشيء الذي يقتحم الأقمار الاصطناعية ويفكّ تشفير المحادثات السرّية"، مضيفًا أنهم كانوا يخترقون أقمار التجسس الاصطناعية في الصين وبيلاروسيا أيضًا.ووضع ضابط آخر خريطتين تم إنتاجهما مؤخرًا، على الطاولة، كدليل على كيفية تتبع أوكرانيا للنشاط الروسيّ حول العالم.وتمتد الشبكة السرية إلى ما وراء حدود أوكرانيا، وتضم 12 قاعدة تجسس سرية على طول الحدود الروسية. (ترجمات)