قال الجيش الإسرائيلي إنه واثق من أن زعيم "حماس" يحيى السنوار، مهندس هجمات 7 أكتوبر، يختبئ داخل شبكة متاهة من الأنفاق أسفل جنوب غزة، لكنه محاصر بدرع بشري من الأسرى بهدف ردع عملية اعتقاله أو قتله، مما يحبط جهود إسرائيل لتفكيك "حماس" وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.وقال مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون في مقابلات إن العملية الإسرائيلية في غزة لا يمكن أن تنتهي إلا بعد القبض على السنوار أو قتله أو عدم قدرته على إدارة الحركة. وفي تأكيده على ضرورة القضاء على السنوار، قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في اجتماع لحزبه الليكود في وقت سابق من هذا الشهر: "سوف نقتل قيادة "حماس"، يجب ألا ننهي الحرب قبل ذلك الوقت".تحديد موقع السنواروبحسب "واشنطن بوست" فإن تحديد موقع السنوار قد لا يكون صعبا، من الناحية التكتيكية أو السياسية، مثل شن عملية عسكرية لتحييده دون قتل أو إصابة العديد من الأسرى الذين يعتقد أنهم كانوا في مكان قريب، وفقا لمسؤولين استخباراتيين وأمنيين إسرائيليين وأميركيين وغربيين آخرين وصفوا موقع السنوار بأنه إرهابي.وقال أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين: "الأمر لا يتعلق بتحديد مكانه، بل يتعلق بالقيام بشيء ما" دون المخاطرة بحياة الأسرى.يقول مسؤولون إسرائيليون إن المهندس المتهم بهجمات 7 أكتوبر، يحيى السنوار، يختبئ داخل شبكة متاهة من الأنفاق أسفل جنوب غزة.ويُعتقد أن السنوار مختبئ في منطقة الأنفاق أسفل خان يونس، المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، حيث ولد عام 1962 في عائلة أُجبرت على الخروج من بلدة المجدل الفلسطينية (عسقلان الآن).لعدة أشهر، قامت الأجهزة العسكرية والأمنية الإسرائيلية برسم خرائط لشبكة واسعة من الأنفاق تحت غزة في محاولة لفهم النقاط الرئيسية في الشبكة والعثور على السنوار، يتم تنفيذ هذا العمل من قبل الجنود العاملين داخل الأنفاق، الذين استعادوا المعلومات التي تركها مقاتلو "حماس" وراءهم والتي ساعدت على فهم أفضل لنظام تحت الأرض المترابط.وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في تصريحات علنية في وقت سابق من هذا الشهر إن الجنود الإسرائيليين اكتشفوا أيضا أدلة على أن السنوار ربما كان متقدما عليهم بخطوة. وبحسب تقارير صحفية إسرائيلية، عثر الجنود على ملابس السنوار، وملاحظات على أنه كان يكتب بخط يده، وحتى فرشاة أسنان ربما استخدمها.وفي الأيام الأخيرة، تكهن بعض المسؤولين بأن السنوار ربما انتقل على بعد بضعة أميال إلى رفح، على الحدود مع مصر، وقد نفى المسؤولون الإسرائيليون علناً مزاعم الصحافة بأن السنوار هرب عبر الحدود.خرائط الأنفاقإلى جانب استجواب مقاتلي "حماس" الأسرى، ساعدت المعلومات التي عثرت عليها القوات الإسرائيلية تحت الأرض على فهم مسارات الأنفاق بشكل أكبر. ويساعد محللو الاستخبارات الأميركية في بعض رسم خرائط الأنفاق، ويساهمون بتقنيات تحليلية قوية تدمج أجزاء من المعلومات، وفقًا لمسؤولين مطلعين على العمل.لكن البحث عن الشبكة الضخمة وتطهيرها وإغلاقها، والتي يعتقد بعض الخبراء أن طولها قد يصل إلى 450 ميلاً، يستغرق وقتًا طويلاً ومادة كبيرة، حيث إن تدمير حتى أطوال قصيرة من الأنفاق يتطلب كميات كبيرة من المتفجرات. وأوضح المسؤولون أن القوات الإسرائيلية تبحث عن نقاط يمكن، بمجرد تدميرها، أن تجعل الممرات الأخرى التي تمر بها غير صالحة للعمل بشكل فعال.وقال المسؤولون إن وكالات المخابرات الأميركية ساعدت أيضًا في تحليل الاتصالات التي تم اعتراضها والبيانات من الأقراص الصلبة للكمبيوتر المستردة بالإضافة إلى معلومات من الاستجوابات.وقد يساعد هذا التعاون في البحث عن السنوار، لكن لا يوجد أفراد من المخابرات الأميركية على الأرض في غزة، كما أن الأميركيين لا يساعدون إسرائيل في الجهود اليومية لتحديد مواقع مقاتلي "حماس" وضربهم ومنشآتهم، حسبما قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون.سيكون قتل السنوار بمثابة نصر استراتيجي ورمزي كبير لإسرائيل، لكن بعض الخبراء يتساءلون عما إذا كان القضاء على زعيم واحد سيقرب الحكومة من هدف نتانياهو المعلن المتمثل في تدمير "حماس" بالكامل، وهو ما يقول النقاد إنه هدف غير محدد وغير واقعي.لكن مصير السنوار يظل حاسما بالنسبة لنتيجة الحرب، حتى لو تغير تعريف النصر، وفقا للصحيفة الأميركية.(ترجمات)