محاولات عدة لإنقاذ أوكرانيا من سلسلة التراجعات الأخيرة أمام الجيش الروسي، خصوصًا أنها تزامنت مع شحّ الإمدادت العسكرية القادمة من الغرب، آخر تلك المحاولات ما أعلنه مسؤولون فرنسيون عن استعداد فرنسا لإرسال 2000 جنديّ لإسناد الجيش الأوكرانيّ على جبهات القتال على الجبهة الشرقية.أمر اعتبره الكرملين تصعيدًا فرنسيًا خطيرًا، فيما أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسيّ ديميتري ميدفيديف، أنّ الخطوة الفرنسية ستكون مقصلة باريس إن تم طبيقها على الأرض.وأوضح ميدفيدف أنّ دخول الجنود الفرنسيّين إلى أوكرانيا، سيجعلهم هدفًا مشروعًا للنيران الروسية، ولن يغير شيئًا من نتيجة المعارك هناك، كما تضمن بيان آخر للخارجية الروسية، أنّ فرنسا خسرت بالفعل عددًا من الجنود في مدينة خاركوف الأوكرانية، ولكنّ باريس سارعت إلى نفي التصريحات الروسية، معتبرةً أنّ موسكو تواصل الاعتماد على مصادر المعلومات المضلّلة.تصريحات ماكرون مفاجئةفي السياق، قال المتحدث الرسميّ السابق للرئيس فلاديمير بوتين سيرغي ماركوف، إنّ هذه التصريحات من قِبل الرئيس ماكرون، سببت مفاجأة في روسيا، لكنّ السبب واضح، وهو أنّ الدول الغربية تخشى أنّ الجيش الروسيّ يثحرز تقدمًا، ما سيؤدي إلى انهيار الجيش الأوكرانيّ في أيّ لحظة، ويرسل رسالة هو أنّ الدول الغربية ودول الناتو، لا تريد أن تفوز روسيا بهذه الحرب.ويضيف ماركوف في حديثة لقناة "المشهد"، أنّ السبب الثاني هو شعور فرنسا بالغيرة من روسيا، لأنّ هناك دولًا إفريقية بدأت بقطع علاقاتها مع باريس، وتسعى لتوطيد التعاون مع موسكو.ويؤكد ماركوف أنّ روسيا لا تريد أن تتنافس مع فرنسا في إفريقيا، لكنّ الحكومات الإفريقية تبحث عن ضمانات أخرى، لأنّ فرنسا تقلص نفوذها في إفريقيا، لذلك بدأت بالتواصل مع روسيا، مشيرًا إلى أنّ "الدول الغربية تقوم بنشر الأكاذيب، وبالطبع الحكومة الفرنسية أرسلت جنودًا فرنسيّين، ومساعدة تقنية لاستخدام الأسلحة والدبابات الفرنسية والصواريخ، ماكرون قالها بشكل رسمي، إنه يريد أن يرسل الجنود الفرنسيّين إلى أوكرانيا".أوروبا دخلت الحرب!"ستكونون درسًا لكل أوروبا"، هذه كانت التحذيرات الروسية للفرنسيّين، فهل يجازف ماكرون بأمن فرنسا وأمن أوروبا؟يجيب العضو في الحزب الحاكم الفرنسيّ زيد العظم، قائلًا: "إنّ الرئيس ماكرون لا يغامر على الإطلاق، بل يستند في قوله إلى سند قانونيّ شرعي، وفي مطلع شهر مارس الحالي وقّعت فرنسا وأوكرانيا اتفاقية صُدّقت من قِبل البرلمان الفرنسي، من أجل دعم عسكريّ مفتوح، ولا نستبعد إرسال قوات فرنسية أو غربية إلى أوكرانيا".ويوضح العظم أنّ "ماكرون وكل قادة أوروبا، يدركون أنّ أوروبا أصبحت مُجبرة على الدخول في الحرب، لأنّ حماية أوكرانيا هي حماية الأمن العام الأوروبي، لا يوجد في أوكرانيا جنود فرنسيون، بل يوجد مقاتلين فرنسيّين فرديّين ذهبوا بإرادتهم ولا يتبعون للجيش الفرنسي، ذهبوا كمتطوّعين لأنهم شعروا أنّ بوتين لن يكتفي بأوكرانيا، بل سيحاول السيطرة على أوروبا".ويكشف العظم أنّ هناك "تبادل أدوار بين الشركاء الأوروبيّين، تم التعبير عنه بصراحة الأسبوع الماضي في قمة برلين، وتم الاتفاق على أن ترسل فرنسا مقاتيلن، وألمانيا أسلحة ثقيلة، أما بولندا فتقوم بعمليات لوجستية، الأوروبيون بدأوا بدخول الحرب الشاملة ضد روسيا، حيث اتفقوا على إرسال الأسلحة والجنود، وسيكون المشهد أكثر تعقيدًا، خلال المرحلة المقبلة".(المشهد )