حذّرت الأمم المتحدة الثلاثاء من "مجاعة واسعة النطاق لا مفرّ منها تقريبًا" في غزة، خصوصًا في شمال القطاع المحاصر، حيث أصبحت المجاعة "وشيكة" في ظل عدم وصول المساعدات الإنسانية. وقال نائب المدير التنفيذيّ لبرنامج الأغذية العالميّ كارل سكاو لمجلس الأمن الدولي، إنه "ما لم يحدث أيّ تغيير، فإنّ شمال غزة يواجه مجاعة وشيكة". وأضاف "علينا أن نثابر ونتحمّل مسؤولياتنا حتى لا يحدث ذلك أمام أعيننا". بدوره، أشار راميش راجاسينغهام متحدثًا باسم منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، إلى أنّ تفشّيًا للمجاعة "لا يمكن تجنّبه تقريبًا". وقال: "نحن في نهاية فبراير، حيث يوجد ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ربع السكان، على بعد خطوة واحدة من المجاعة. ويعاني واحد من كلّ 6 أطفال تحت سنّ الثانية في شمال غزة، من سوء التغذية الحاد، والهُزال". وأضاف راجاسينغهام: "عمليًا، يعتمد جميع سكان غزة تقريبًا على المساعدات الإنسانية غير الكافية للبقاء على قيد الحياة"، داعيًا مجلس الأمن الدوليّ إلى التحرك. وجاء هذا الاجتماع في أعقاب رسالة أرسلها مارتن غريفيث إلى مجلس الأمن في 22 فبراير، تتضمن تفاصيل الآثار المباشرة وغير المباشرة للحرب في غزة، على الوضع الغذائي. ودعا في هذه الرسالة التي اطّلعت عليها وكالة فرانس برس الثلاثاء، إلى "تحرّك فوري.. لمنع المجاعة الناجمة عن النزاع". وقال إنّه في هذا الصدد، يجب على أعضاء المجلس التصرّف لـ"ضمان احترام القانون الإنساني، بما في ذلك خطر استخدام تجويع السكّان المدنيّين كأداة للحرب". بدوره، قال نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ماوريتسيو مارتينا، "في السيناريو الأكثر ترجيحًا، سوف ينهار الإنتاج الزراعيّ في الشمال بحلول مايو 2024". وأشار إلى أنّه حتى 15 فبراير، تضرّرت 46.2% من الأراضي الزراعية في قطاع غزة، ولم تعد 97% من المياه الجوفية صالحة للاستهلاك البشري.انخفاض المساعدات الغذائيةعلى الرغم من كلّ ذلك، لا تزال المساعدات الإنسانية تدخل الأراضي الفلسطينية بكميات ضئيلة. وفي هذا الإطار، قال مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين (الأونروا) فيليب لازاريني الاثنين، على منصة "إكس"، إنّ فبراير شهد انخفاضًا بنسبة 50% في المساعدات التي تدخل غزة مقارنة بيناير الماضي.غير أنّ المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أشار الثلاثاء إلى أنّ "نحو ألف شاحنة محمّلة بـ15 ألف طن من الموادّ الغذائية، موجودة في مصر، وجاهزة للتحرك". وردّ نائب السفير الإسرائيليّ جوناثان ميلر أمام مجلس الأمن، بالقول: "ليست إسرائيل هي التي تمنع هذه الشاحنات"، مُلقيًا "اللوم" على الأمم المتحدة وعدم قدرتها على تنظيم هذه المساعدات "بشكل فعّال". وأكّد أنّه "لا يوجد حدّ على الإطلاق.. لحجم المساعدات الإنسانية التي يُمكن تقديمها للمدنيّين في غزة"، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل رفضت منذ بداية عام 2024 طلبات إيصال المساعدات بنسبة 16% بسبب "المخاطر" المتمثّلة في أنّ بعض البضائع "تنتهي في أيدي" حركة "حماس". (أ ف ب)