ظهرت ساحة معركة جديدة في المنافسة على انتخاب الرئيس الأميركيّ المقبل بحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز"، أكدت فيه أنّ الحزب الديمقراطيّ يسعى إلى كسب ورقة في السباق المتقارب للبيت الأبيض: "الناخبون خارج الولايات المتحدة". وفي السياق قالت الصحيفة، إنه يتم التعويل على ديمقراطيّين بارزين مثل رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، والنائب السابق عن ولاية تكساس بيتو أورورك، والمدعي العام السابق إريك هولدر، لاستقطاب ملايين الأميركيّين الذين يعيشون في الخارج، والذين يُنظر إليهم على أنهم ناخبون محتملون لكامالا هاريس.وقالت بيلوسي في رسالة فيديو موجهة إلى الناخبين في الخارج نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي: "هذه الانتخابات مهمة للغاية بحيث لا يمكن الجلوس على الهامش".وأضافت: "كان الأميركيون في الخارج فاعلين في الفوز بالسباقات الرئيسية في عام 2016 لصالح السيناتور ماغي حسن في نيو هامبشاير، والحاكم روي كوبر في نورث كارولينا، وفي عامي 2020 و2022 لصالح الرئيس جو بايدن، والسيناتور جون أوسوف والسيناتور رافائيل وارنوك". وتقدر وزارة الخارجية الأميركية أنّ هناك نحو 9 ملايين أميركي يعيشون في الخارج. وأظهر تقرير عن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 أصدرته لجنة مساعدة الانتخابات الأميركية، أنّ نحو 1.2 مليون بطاقة اقتراع أُرسلت إلى الناخبين المؤهلين في الخارج، وأعيد أكثر من 900 ألف بطاقة وتم تقديمها للفرز.وقد تحدث هذه الأصوات الفارق في الولايات المتأرجحة التي من المحتمل أنّ تقرر نتيجة الانتخابات، حيث يتنافس هاريس والمرشح الجمهوريّ دونالد ترامب بضراوة.وفي وقت سابق من هذا الشهر، نظمت منظمة ديمقراطيون في الخارج، وهي شبكة تابعة للحزب الديمقراطي، حدثًا عبر الإنترنت مرصعًا بالنجوم بهدف جمع 100 ألف دولار. وقالت إيرين كوتيكي فيست، رئيسة منظمة الديمقراطيّين في الخارج في كندا، لصحيفة "فاينانشال تايمز"، إنّ الأولوية الرئيسية للمنظمة، هي تشجيع أكبر عدد ممكن من الأميركيّين على التسجيل للتصويت، وإعادة بطاقات الاقتراع الخاصة بهم في أقرب وقت ممكن. وتابعت "رسالتنا هي أنه بغضّ النظر عن عدد الأميال التي تبعد عنك، فإنّ كل انتخابات أميركية تؤثر على أحبائك وعائلتك وأصدقائك في الوطن. وسوف تؤثر على السنوات والعقود المقبلة. هذا سوف يؤثر عليك".وقالت كوتيكي فيست إنه في انتخابات عام 2020، صوت ما يقرب من 19000 جورجي يعيشون في الخارج، وإنّ بايدن فاز بالولاية بفارق 11779 صوتًا فقط. وبالمثل، في ولاية أريزونا، أعاد 18453 ناخبًا من الخارج بطاقات الاقتراع في أريزونا، حيث فاز بايدن بالولاية بفارق 10457 صوتًا. وأضافت: "نحن بالتأكيد عامل حاسم في الانتخابات والعديد لا يدركون مدى أهمية ذلك". ماذا عن الحزب الجمهوري؟ لا يتم تمثيل الأعضاء في الخارج للحزب الجمهوريّ من قبل مجموعة تابعة للحزب، لكنّ آنا كيلي، المتحدثة باسم اللجنة الوطنية الجمهورية، قالت إنّ منظمتها "تعمل جنبًا إلى جنب مع حملة ترامب للوصول إلى جميع الناخبين المؤهلين، بما في ذلك أولئك في الخارج لإخراج ناخبي الحزب الجمهوريّ بشكل غير مسبوق والفوز في 5 نوفمبر". وقال جريج سوينسون، رئيس الجمهوريّين في الخارج في المملكة المتحدة، المقيم في لندن، إنه في حين أنّ المجموعة ليس لها انتماء رسميّ للحزب، إلا أنها كانت مع ذلك تروّج لإعادة انتخاب الرئيس السابق ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ والتفاعلات الصحفية، واستضافة الأحداث لأعضائها البالغ عددهم 1500 عضو. وقال سوينسون: "في يونيو، جمعنا 2.5 مليون دولار في حملة جمع التبرعات لترامب في منزل نيك وهولي كاندي في لندن، وهي أكبر حملة لجمع التبرعات خارج الولايات المتحدة على الإطلاق".وأضاف أنّ مجموعته عملت مع منظمة Turning Point Action" المحافظة ومقرها الولايات المتحدة وحملة ترامب. وقال "لقد قمنا بتعيين 20 موظفًا مدفوع الأجر في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى المتطوعين، لمجرد مطاردة بطاقات الاقتراع والمساعدة في تسجيل الناخبين". من الأكثر تركيزا؟ وفي حين لا توجد بيانات موثوقة عن تفضيلات الحزب للأميركيّين المقيمين في الخارج، فإنّ الديمقراطيّين يُنظر إليهم على أنهم الحزب الأكثر تركيزًا على المستوى الدولي، كما قال كايل كونديك، المحلل في مركز السياسة بجامعة فيرجينيا. وأضاف "قد يكون هناك نوع من "العالمية" لدى الأميركيّين الذين يعيشون في الخارج، ما يجعل هؤلاء الناس أكثر استعدادًا للتصويت للديمقراطيّين". وكدليل على الأهمية المتزايدة للخارج بالنسبة للحزب، قدّم الحزب الديمقراطيّ هذا العام لأول مرة 300 ألف دولار للمساعدة على استهداف المغتربين من ولايات ساحة المعركة أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن. وقال أرييل روبين، 39 عامًا، المقيم في تورنتو والذي عاش في الخارج وفي مدن أميركية مختلفة، إنه سيصوت في ولاية آيوا على الرغم من أنها لم تعد تُعتبر ولاية متأرجحة. وقال، "إذا كنت تريد الحصول على معاينة للمكان الذي تتجه إليه أميركا، فانتقل إلى آيوا". وأضاف أنّ الولاية كانت "أرض الاختبار لأكثر السياسات المحافظة تطرفًا ورجعية". وصوت ديفيد شيلتون، المولود في ديترويت والمقيم في مونتريال، وهو عضو في الحزب الديمقراطي، في كل انتخابات على الرغم من أنه يعيش في كندا منذ 30 عامًا. وقال رجل الإطفاء المتقاعد إنه كان في "حالة ذعر تحت السيطرة الآن... بالنظر إلى ما هو على المحك ومدى قرب السباق". وأضاف: "سأسافر إلى ميشيغان لمعرفة ما يمكنني فعله لمساعدة المرشحين هناك". وقال مسؤول في وزارة الخارجية، إنّ التصويت في الخارج أصبح "الآن أسهل من أيّ وقت مضى"، حيث تقدم بعض الولايات التصويت الإلكتروني، ويمكن للمواطنين في الخارج التصويت في السفارات أو القنصليات الأميركية. (ترجمات)