تضع إسرائيل خلافات بعض الأطراف من دروز سوريا مع الحكومة الجديدة في دمشق تحت مجهرها، حيث إنّ الخلاف على دخول قوات الأمن العام إلى مدينة السويداء جنوب البلاد، انتقل إلى أطراف العاصمة وتحديدًا في مدينة جرمانا جنوب دمشق.وبعد اشتباك أدى إلى مقتل عنصر من الأمن، تصاعد التوتر إلى درجة الصراع المسلح، ما استدعى معه مختلف أنواع التجييش العسكري والدبلوماسي إلى درجة منحت إسرائيل ثغرة دخلت من خلالها لتعبّر عن التزامها بحماية الطائفة الدرزية في جرمانا، ولتكرّر بذلك تصريحًا سابقًا عبّرت عنه تل أبيب يرسل رسالة طمأنة إلى أهالي السويداء في خلافهم مع الحكومة الجديدة التي تحمل إيديولوجيا متطرفة وفق اتهامات إسرائيل. هذه التحركات قرأها موقع مختص بالدراسات الاستخباراتية على أنها محاولة من الطائفة الدرزية التي تشكل 3% من التعداد السكاني السوري إلى الانفصال بالجنوب السوري بمساعدة تل أبيب، وهي تحليلات دعمها بحسب الموقع الاستخباراتي دعمتها تصرفات ميدانية أبرزها تشكيل مجلس عسكري في السويداء مستقل عن الحكومة الجديدة. أبو فخر: لا مشروع انفصال وللتعليق على ما يجري، أكد رئيس المكتب السياسي للمجلس العسكري في قطاع الجنوب، نجيب أبو فخر أنه لا يوجد مشروع انفصال أو استقلال لدى دروز سوريا. وقال أبو فخر في حديثه لقناة "المشهد" في برنامج "المشهد الليلة" الذي يقدمه الإعلامي رامي شوشاني، إنّ الدروز بشكل عام هم مكون سوري يتحرّك وفق الواقع الرهن وكان في حالة صدام مع الواقع الجديد في دمشق.وأضاف "هناك من يحاول استغلال هذه الحالة ليس أكثر. إذا كان الدروز يطالبون أو كانوا رأس حربة ببناء دولة تعددية تشاركية دستورية، هناك من ليس له مصلحة بهذا الكلام وبدأ يكيل اتهامات للدروز". واعتبر أبو فخر أنّ مطلب الدروز هو مطلب كل إنسان سوري وطني، بأن تكون الدولة لجميع السوريين. حلم الدولة الدرزية وقال أبو فخر إنّ أول دولة لها مصلحة في هذا الانفصال هي إسرائيل، خصوصًا أنه لم يطلب أحد منها المساعدة بحماية الدروز. وتابع "أول من له مصلحة بالاستثمار في الملف الدرزي هو الجانب الإسرائيلي". واعتبر أنّ حلم الدولة الدرزية "موجود في رأس من لا يفكر أصلًا"، مشيرًا إلى أنّ الدروز عبر التاريخ هم أشخاص وطنيون في بلادهم إن كانوا في الأردن أو سوريا أو لبنان وأينما كانوا. وقال أبو فخر "إذا كانت الحكومة اليوم في سوريا ليست على مقاس أحلام الدروز، فإننا نعالج المشكلة مع الحكومة السورية ولا مع إسرائيل أو أميركا أو غيرها". وأشار إلى أنّ هناك انقسامات ليست بالعميقة في المجتمع الدرزي، خصوصًا وأنّ الدروز بحاجة إلى تطمينات حول أسئلة لديهم في ما يخص الإدارة الجديدة في دمشق.وقال أبو فخر إنهم يستشعرون الخطر نتيجة التاريخ الذي جمعهم مع تاريخ هذه الإدارة، وهم يتطلّعون إلى أمن ذاتي من باب الاحتياط وليس إلى حكم أو استقلال ذاتي أو إنشاء دولة درزية. وقال "هل من مصلحة الدروز أن يعيشوا على مساعدات الدول أو ضمن دولة سورية موحدة؟"، معتبرًا أنه إذا قامت الإدارة الانتقالية في سوريا بتهميش السويداء فهناك "طرق مختلفة حتى نحصّل حقوقنا". وأشار أبو فخر إلى أنّ هناك مشاريع أمام الدروز من ضمنها تحالف السوريين المؤيدين لدولة تعددية وتشاركية، كما أنّ غالبية السنة المعتدلين مع مشروع سوريا التعددية التداولية، بالإضافة إلى غالبية الكرد والإسماعيليين والمسيحيين والعلويين. وشدد على أنه لن تستطيع فئة صغيرة استنساخ نسخة لحزب البعث برداء آخر و"تفرض علينا آراءها". تحالف كردي درزي قال أبو فخر إنّ المجلس العسكري في السويداء التقى منذ عام 2022 لإإلى اليوم مع الأكراد عشرات المرات "وما حصلنا منهم سوى الكلام". وأكد إنّ قوات سوريا الديمقراطية ليس لها علاقة بالمشروع الوطني السوري "إلا بالاسم فقط". وشدد على أنّ رأي وقرار "قسد" بأيدي التحالف الدولي "ونحن رأينا في السويداء ونحن غير مدعومين من أيّ دولة أو جهة". وتابع أبو فخر "عندما يتحدث الأكراد بشكل وطني نتحالف معهم ومع كل السوريين الذين يريدون دولة تعددية لجميع السوريين". العلاقات الإسرائيلية الدرزية وقال أبو فخر إنّ وزير الخارجية الإسرائيلية يطلق تصريحات تتناسب مع مصلحة إسرائيل، لافتًا إلى أنّ الدروز في سوريا لديهم علاقات قوية جدًا مع الدروز في إسرائيل منذ عام 2012 وكانوا كأهل وكأقرباء مدّوا يد العون لدروز سوريا. وشدد على أنه لا يوجد لدروز السويداء أيّ علاقات مباشرة مع الدولة الإسرائيلية. (المشهد)