رد "حزب الله" على الغارات الإسرائيلية المكثفة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت والنبطية في الجنوب، من خلال رشقة صاروخية استهدفت قاعدة فيلون العسكرية التي تقع شرق مدينة صفد في شمال إسرائيل، في إطار سلسلة عمليات تبنى تنفيذها ضد تجمعات جنود ومواقع إسرائيلية، كما ذُكر في بيان الحزب."حزب الله" يطور تكتيكاتهوفي هذا الشأن، قال الخبير العسكريّ والاستراتيجيّ خليل الحلو لقناة "المشهد": "طور "حزب الله" تكتيكاته وتقنياته العسكرية، انطلاقًا من خبرته منذ 13 شهرًا في هذه الحرب وانطلاقًا من خبرة استعمال المسيّرات في حرب أوكرانيا".وتابع الحلو قائلًا: "المسيّرات تطير ببطء شديد يعني بين 200 و250 كيلومترًا في الساعة، وتطير على علو منخفض والتحكم بها سهل جدًا على عكس التحكم بالصواريخ، كما أنّ بصماتها الرادارية منخفضة، فعندما يطلق 30 أو 40 صاروخًا على مناطق في شمال إسرائيل، تعمل رادارات القبة الحديدية على رصد هذه الصواريخ ومحاولة إسقاطها، بالتالي تنشغل الرادارات بالصواريخ وفي الوقت نفسه يزيد "حزب الله" بإطلاق المسيّرات، يعني هذه عملية معقدة ومركبة، وهذا دليل واضح على أنّ سلاح المسيّرات في "حزب الله" وسلاح الجو استعاد سلسلة القيادة التي كان فقدها بمقتل كبار ضباطه لبضعة أيام".ثغرات إسرائيليةوأضاف الحلو: "الطريقة الوحيدة لرصد هذه المسيّرات أو التعرف إليها تكون بواسطة رادارات الطائرات من الجو، وليس من خلال الرادارات البرية، واعترفت إسرائيل أنّ هناك ثغرات في هذا الشأن، فمنذ الرشقة الصاروخية الإيرانية في أبريل الماضي، ضاعف الإسرائيليون الدوريات الجوية الدائمة فوق مجالهم الجوي، والتي من إحدى مهماتها الأساسية رصد الأجسام الطائرة التي تدخل إلى المجال الجوي الإسرائيلي، وبالرغم من ذلك، رأينا المسيّرة التي أصابت قاعدة تدريب لواء جولاني التي أصابت قاعة الطعام، وهذا يعني إما أنّ هذه المسيّرة تمت برمجتها لذلك، أو أنّ الذي يشغلها تحكّم بها وأوصلها إلى الهدف بسهولة".واستطرد الحلو قائلًا: "المسألة في ملف معضلة المسيّرات هي مسألة تقنية وتكتيكية، حتى روسيا خسرت آلاف الآليات في أوكرانيا من جرّاء المسيّرات الأوكرانية، و"حزب الله" استفاد من التقنيات التي مررتها له إيران، وهو يصنع المسيّرات في لبنان بتقنيات إيرانية، ونحن نشاهد بوضوح أنّ أكثر الإصابات والأهداف التي حققها "حزب الله" في إسرائيل حتى الآن، كانت من خلال المسيّرات لأنها دقيقة، أما صواريخ الكاتيوشا ليست دقيقة على الإطلاق، والصواريخ التي تتساقط على شمال إسرائيل هي صواريخ كاتيوشا وتسقطها منظومة القبة الحديدية".وظيفة قتاليةمن جهته، قال الخبير العسكريّ والاستراتيجيّ صالح المعايطة لقناة "المشهد": "التكنولوجيا في الحروب المستجدة حوّلت الحروب إلى مواجهات تقنية ورقمية واستخبارية، وقضية البيجر أكبر دليل على ذلك، كما أنّ الطائرات المسيّرة أصبحت وظيفة الجيوش القتالية، وبديلًا عن آلاف الدبابات والطائرات".وتابع المعايطة قائلًا: "سلاح الطائرات المسيّرة يحتاج إلى تقنية متقدمة ويحتاج إلى فنيات وخوارزميات وبصمات رادار، وتفوق هذه التكنولوجيا العسكرية هو تفوق موقت، وما يحصل الآن من حروب وما نسمّيه بالوظائف القتالية كالنيران والمناورة والحركة والتزويد والاستخبارات، دليل على أنّ الحروب القادمة لن تكون حروبًا تقليدية ولا حروبًا غير تقليدية، بل ستكون مزجًا بين الدمج والمزامنة، وهي أخطر أنواع الحروب".(المشهد)