تستمرّ الحرب بين روسيا وأوكرانيا بعد أن أكملت عامها الثالث من دون بوادر حقيقية لإنهائها رغم المحاولات؛ إذ تستمر المواجهات العسكرية في مختلف المناطق، وتتصاعد حدتها في بعض الجبهات الاستراتيجية. وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية والمحادثات التي تجري بين الأطراف المختلفة، لا تزال العمليات العسكرية مستمرة، ما يُفاقم الأوضاع الإنسانية والسياسية في المنطقة. وفي هذا السياق، تبرز منطقة كورسك كواحدة من أهم ساحات القتال، حيث تشهد تطورات ميدانية كبيرة تؤثر بشكل مباشر على سير الحرب. روسيا تُسيطر على بلدات في كورسك تعدّ مقاطعة كورسك الروسية واحدة من المناطق الأكثر سخونة في الصراع الحالي، حيث أعلنت القوات الروسية عن تحقيق تقدم عسكري كبير هناك، متقدمة من عدة محاور لاستعادة السيطرة على المناطق التي دخلتها القوات الأوكرانية سابقاً. ووفق وزارة الدفاع الروسية، فقد نجحت قواتها في استعادة السيطرة على 3 بلدات جديدة في المنطقة، في إطار سعيها إلى طرد القوات الأوكرانية التي سيطرت على أجزاء منها منذ أكثر من 7 أشهر. التقارير العسكرية الروسية تشير إلى أن القوات الأوكرانية بدأت بالانسحاب من مدينة سودجا في كورسك باتجاه سومي الأوكرانية، بعد تعرضها لضغط عسكري كبير من قبل الجيش الروسي. كما أوضحت مصادر روسية أن الجيش يتقدم من 7 محاور على الأقل في إطار عملية تهدف إلى عزل آلاف الجنود الأوكرانيين وإجبارهم على الانسحاب أو الاستسلام.منذ أغسطس الماضي، تمكنت أوكرانيا من السيطرة على 1300 كيلومتر مربع من مقاطعة كورسك، في محاولة لخلق ورقة ضغط خلال أي مفاوضات مستقبلية. لكن مع التقدم الروسي الأخير، تشير خرائط مفتوحة المصدر إلى أن القوات الأوكرانية باتت شبه محاصرة، ما يضعها في موقف دفاعي صعب قد يؤثر على مسار المفاوضات المحتملة.ويبدو أن السيطرة على كورسك تشكل ورقة تفاوض رئيسية بالنسبة للطرفين، حيث يعتبرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إحدى أقوى أوراق الضغط في أي مفاوضات مستقبلية. وفي ظل التغيرات الأخيرة في الموقف الأميركي، الذي لم يعد داعماً لأوكرانيا كما كان في السابق، تجد كييف نفسها أمام تحديات كبرى قد تدفعها نحو تفاوض بشروط لا ترضيها. (المشهد)