تشغل مؤسسة الناطق العسكري الإسرائيلي نحو 300 من الجنود والضباط والخبراء، الذين يعملون على نقل الرواية العسكرية الإسرائيلية حول كل ما يجري.لكن الخلافات داخل مؤسسة الناطق العسكري الإسرائيلي، ظهرت بوضوح خلال حرب غزة، حيث كشفت القناة 14 الإسرائيلية أن عدداً كبيراً من المسؤولين في قسم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري قدموا استقالاتهم، على الرغم من استمرار الحرب في قطاع غزة.ومن أبرزهم، المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائلي دانيال هغاري، والناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام الأجنبي والدولي ريتشارد هاكيت، كما قدمت 3 من المسؤولات استقالاتهن بحجة أن الأمور العملياتية والشخصية لا تسير على ما يرام.الجيش متعب في غزة، الأسرى مرهقون، والجمهور الإسرائيلي يغرق في المعلومات المشوهة أو الكاذبة، هكذا وصف المحلل السياسي الإسرائيلي، رونين بيرجمان، الحالة العامة في إسرائيل، خلال حربها ضد "حماس"، في تصريحه لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.ويكشف تعليق المحلل السياسي الإسرائيلي، جزءاً مخيفاً من الأسباب الحقيقية، التي دفعت كبار القادة في وحدة المعلومات في الجيش الإسرائيلي على تقديم إستقالتهم، وعلى رأسهم المتحدث العسكري باسم الجيش دانيال هغاري.ونقلت القناة 14 الإسرائيلية أن الاستقالات في وحدة المعلومات بالجيش الإسرائيلي جاءت احتجاجاً على سير الأمور العملياتية والشخصية في حرب غزة، لكن روايات أخرى داخل إسرائيل تقول إن الخلافات داخل هذه الوحدة العسكرية حول الآلية التي يتم فيها نقل الروايات، هي سبب اتخاذهم هذا القرار، خاصة بعد مأساة شاحنة المساعدات التي خلّفت عشرات القتى الفلسطينيين.روايات حول استقالة المتحدث باسم الجيش الإسرائيليوتقول رواية أخرى إن أسباب الاستقالة، هي دفعهم من قبل المقربين من نتانياهو، الذي يريد أن يعزز الحالة التي تخدم مصالحه، والبعض يقول إن هؤلاء استقالوا لأن المسؤول الرئيسي في مؤسسة الناطق الرسمي دانيال هغاري ومن حوله، لا يمنحوهم الفرصة لقول ما يجري خلال الحرب في غزة. وتتداول مواقع التواصل، أخبارًا عن رواية ثالثة، وراء استقالة كبار قادة وحدة المعلومات في الجيش الإسرائيلي، وهي أنه تم تجنيد ضباط سابقين برتب عالية للمساهمة في نقل المعلومات عن طريق الناطق العسكري، ولخدمة اتجاه سياسي معيّن.ويرى محللون سياسيون أن الاستقالات كانت ناتجة عن خلافات عميقة بين المستوى السياسي في إسرائيل، والجيش الإسرائيلي، بسبب إدارة الحكومة للحرب، وخطتها لما بعد الحرب في قطاع غزة، وفي الوقت ذاته، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن خلافات بين الجيش ومصلحة السجون، حول استيعاب المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، نظراً لتزايد أعدادهم.واللافت أن هذه الموجة من الاستقالات، جاءت في أعقاب نشر هيئة البث الإسرائيلية تسجيلاً صوتياً لأسيرين إسرائيليين في قطاع غزة قبل لحظات من مقتلهما على أيدي جنود الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ.وفي السياق ذاته، يرى خبراء أن الاستقالات كانت نتيجة رفض هؤلاء القادة لاستراتيجية الضغط العسكري من أجل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، ووصفها بالفاشلة، ورأيهم أن هدف تحرير المحتجزين لا يتحقق إلا بصفقة تبادل، وليس من خلال غزو رفح أو القضاء على "حماس".وخلفت العمليات العسكرية الإسرائيلية على القطاع المحاصر، أكثر من 30 ألف قتيل وما يزيد عن 70 ألف جريح معظمهم من النساء والأطفال، فيما يحاول الوسطاء الدوليون وقف إطلاق النار قبل حلول شهر رمضان.(وكالات)