على الرغم من التحذيرات الدولية والإقليمية من خطورة التصعيد العسكريّ الإسرائيليّ داخل المنطقة، إلا أنّ إسرائيل وعلى ما يبدو لم تُعر اهتمامًا بتلك التحذيرات ضاربة بها عرض الحائط، وظهر ذلك جليًا في قصفها الجوي على مناطق متفرقة من الأراضي اللبنانية، ليدخل بذلك الصراع المسلح بين إسرائيل و"حزب الله"، مرحلة جديدة أشد خطورة وعنفًا.وعقب الغارات الإسرائيلية على بلدات جنوب لبنان، والتي راح ضحيتها الآلاف، تصدرت المخاوف داخل المنطقة، بل العالم بأسره، من اتساع نطاق الصراع بين إسرائيل و"حزب الله"، وسارعت العديد من دول المنطقة، إلى إعلان تضامنها الكامل مع لبنان وشعبه في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية والمرفوضة شكلًا وموضوعًا، وطالبوا المجتمع الدوليّ بضرورة الاضطلاع بمسؤولياته لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية.إسرائيل تتحرك وفقًا لأجندة داخليةوفي خضم التصعيد الإسرائيليّ الخطير داخل المنطقة، وانعكاساته على السلم والأمن الدوليّين، التقت منصة "المشهد" المتحدث الرسميّ باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية المستشار جمال رشدي، الذي أوضح أنّ "الجامعة العربية تابعت بجلّ اهتمامها منذ اللحظات الأولى، الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وسارع الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، إلى إصدار بيان عرض خلاله موقف الجامعة بوضوح، وتضمّن إدانة شديدة لهذه الاعتداءات، وأكد أنها ستدفع ليس فقط لبنان بل المنطقة بأكملها إلى حافة خطيرة وأتون حرب إقليمية، ستنعكس تبعاتها المؤلمة على الجميع".وأشار رشدي إلى أنّ الجامعة العربية ترى أنّ إسرائيل تتحرك وفقًا لأجندة داخلية وحسابات سياسية لدى قادتها، مبينًا أنّ تلك الحسابات الشخصية والداخلية، تمثّل الدافع الرئيسيّ الآن الذي يحرك هذه الاعتداءات السافرة على سيادة دولة عربية.رشدي أكد خلال حديثه مع منصة "المشهد"، أنّ:تضامن الجامعة العربية بشكل كامل مع الشعب اللبنانيّ في هذه الفترة الدقيقة، كما تطالب مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته نحو صون السلم والأمن الدوليّين، والتي مثلت الاعتداءات الإسرائيلية حالة خرق واضحة لهما في المنطقة وما وراء المنطقة.الجامعة لا ترغب في تحويل لبنان إلى غزة أخرى، وإن كان يبدو واضحًا أنّ هذا هو المخطط الإسرائيلي، ومن ثم يجب التصدي له ليس فقط من جانب الدول العربية، ولكن أيضًا من جانب القوى الكبرى ذات التأثير في العالم، حتى لا نجد أنفسنا أمام غزة جديدة في لبنان.إجماع عربي ألا يُترك لبنان وحدهوفي ما يخصّ تحرك الجامعة تجاه الاعتداءات الإسرائيلية، أوضح المستشار جمال رشدي، أنه في إطار الشقّ رفيع المستوى لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة رقم 79، وهو حدث دبلوماسيّ مهم، وقد يكون الحدث الدبلوماسيّ الأهم هذا العام، فإنه وعلى هامش هذا الحدث اجتمع المجلس الوزاريّ العربيّ في مجلس الوزراء العرب، وتركزت اجتماعاته على الأوضاع في فلسطين والأوضاع الخطيرة التي تطورت بشكل مزعج للغاية داخل لبنان، وتحدّث الوزراء العرب جميعًا عن ضرورة ألّا يُترك لبنان وحده في مواجهة تلك الاعتداءات المرفوضة شكلًا وموضوعًا، وأهمية مساعدة الشعب اللبنانيّ والتضامن معه، والتحرك بشكل سريع في المحافل الدولية، واغتنام فرصة وجود الوزراء العرب في إطار المشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، في محاولة الدفع بالسبل كافة في وضع هذه الأزمة الخطيرة والاعتداءات كافة التي تتعرض لها دولة لبنان، على الأجندة الدولية.وكشف رشدي عن احتمالية وجود تحركات خلال الأيام وربما الساعات المقبلة، على مسارات مختلفة في إطار الأمم المتحدة، من أجل حشد رأي عام دولي، ومواقف دولية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية السافرة، ووقف هذا التصعيد الخطير الذي تمارسه إسرائيل على لبنان وشعبه.ولفت رشدي إلى أنّ كل الاحتمالات مفتوحة أمام الجامعة العربية في ما يتعلق بالخطوات القادمة، التي يتخذها الجانب العربيّ سواء في إطار الجامعة العربية والمجلس الوزاري، أو في أطرٍ دولية أخرى، للتعامل مع هذا الوضع الخطير وحشد المواقف الدولية.وكان الجيش الإسرائيليّ قد أعلن الاثنين الماضي إطلاق عملية جوية ضد أهداف تابعة لـ"حزب الله"، حيث استهدف الطيران الحربيّ الإسرائيليّ مناطق عدة مأهولة بالسكان جنوب لبنان، وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيليّ أنّ الغارات الإسرائيلية على لبنان، تستهدف مناطق مأهولة بالسكان التي فيها مخازن أسلحة لـ"حزب الله"، موضحة أنها المرة الأولى التي يتم استهدافها بهذا الشكل، الأمر الذي أثار مخاوف إقليمية ودولية عديدة، من توسع نطاق الصراع داخل الشرق الأوسط، لا يمكن لأحد أن يوقفه.(المشهد)