أعلنت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري، اليوم السبت، تعرّض سفينة تجارية تابعة لإسرائيل قبالة الساحل الغربي للهند لقصفت بطائرة بدون طيار، مما أدى إلى تضررها حزئياً عقب نشوب حريق على متنها.وأكّدت الشركة أنه تم إخماد الحريق الذي اندلع في ناقلة المنتجات الكيماوية التي ترفع العلم الليبيري من دون وقوع إصابات بين أفراد طاقمها في الحادث الذي وقع على بعد 200 كيلومتر جنوب غربي فيرافال بالهند المطلة على بحر العرب. وقالت الشركة على موقعها على الإنترنت "تم الإبلاغ أيضاً عن بعض الأضرار في هيكلي السفينة، التابعة لإسرائيل ووصول المياه إلى داخلها"، مضيفة أنها "كانت متجهة إلى الهند" قادمة من أحد الموانئ الخليجية.من جهتها، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن المسيّرة التي استهدفت السفينة الإسرائيلية تم إطلاقها من إيران، في أول اتّهام إسرائيلي لطهران بالانخراط بشكل مباشر في "حرب السفن التجارية" التي يشهدها البحر الأحمر منذ أسابيع.ويأتي تقرير القناة الإسرائيلية متناغماً مع الاتّهامات الأميركية لإيران "بالتورّط بعمق" في استهداف السفن التجارية، وسط تقارير عن تزويد البحرية الإيرانية "الحوثيين" بالمعلومات المطلوبة لتنفيذ عمليات القصف والخطف.مهمّة أممية لحفظ الأمن في البحر الأحمر أجبرت الهجمات المتصاعدة بطائرات مسيرة والصواريخ في البحر الأحمر من قبل "الحوثيين" المدعومين من إيران، على السفن التجارية، شركات الشحن على تغيير مسارها واتّخاذ طرق أطول للوصول إلى وجهاتها في إسرائيل أو السواحل الأوروبية وذلك من خلال الالتفاف حول إفريقيا. بالأمس أفادت وكالة "رويترز" عن تغيير سفينتين على الأقل لنقل النفط بين ساحل الخليج الأميركي والهند، مسارهما من البحر الأحمر، وفقا لبيانات تتبع السفن، في الوقت الذي يستعد فيه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للمساعدة في حماية السفن من هجمات "الحوثيين" في اليمن. وتحاول الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة تشكيل قوّة بحرية دولية للتعامل مع تهديد "الحوثي"، من خلال مبادرة أمنية دولية متعددة الجنسيات، تحت مسمى "حارس الازدهار" بمشاركة 39 دولة، سيتم تنسيق أعمالها من قبل فرقة العمل المشتركة 153، التي تم تشكيلها في أبريل 2022 لضبط الأمن البحري في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن. لكن جهودها واشنطن تسير ببطء وسط معارضة العديد الشركاء الإقليميين للمشاركة في القوّة المذكورة. وقال متحدث باسم البنتاغون إن التحالف البحري الدولي الجديد للولايات المتحدة سيكون شبيهاً "بالدوريات على الطرق السريعة" لحماية الشحن في البحر الأحمر من هجمات "الحوثيين" المدعومين من إيران، دون مرافقة السفن الفردية. بالتزامن، أفادت "بلومبرغ" أن الولايات المتحدة تدرس القيام بعمل عسكري ضد "الحوثيين". وقال البيت الأبيض يوم الجمعة إن إيران "متورطة بعمق" في التخطيط لهجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان إن الجماعة في اليمن تلقت أنظمة جوية بدون طيار وأسلحة ودعما مالياً وتدريباً من إيران. أهمية مسار البحر الأحمر يعتبر البحر الأحمر، أحد أهم طرق الشحن في العالم بطول 2000 كم، لربطه البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي عبر قناة السويس، التي خفّضت كلفة التجارة بين آسيا وأوربا إلى حد كبير عوضاً عن التفاف السفن تاريخياً عبر رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب إفريقيا. ووفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، استحوذت قناة السويس على 9.2 ملايين برميل يومياً من إجمالي تدفقات النفط في النصف الأول من عام 2023، حيث تعتمد حوالي 12% من التجارة العالمية على قناة السويس، مقارنة بـ 5% على قناة بنما. ومع ذلك، فإن حزمة المرور عبر باب المندب قد انخفضت بأكثر من النصف منذ بداية ديسمبر، حسبما تظهر بيانات شركة التصنيف الائتماني "ستاندرد آند بورز" ، حيث دفعت المخاطر الأمنية المتزايدة جميع أنواع السفن إلى تحويل مسار رحلاتها. وتظهر بيانات الشركة أن ما مجموعه 50 سفينة تحمل 2.67 مليون طن أبحرت عبر مضيق باب المندب في 19 ديسمبر، بانخفاض 56% من متوسط 6.06 مليون طن يومياً في أول أسبوعين من ديسمبر، عبر حوالي 75 سفينة كانت تعبر الممر التجاري يومياً. ويقول "الحوثيون" إنهم يهاجمون السفن في البحر الأحمر التي لها صلات بإسرائيل، ردّاً على الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة بعد أن شنت حركة "حماس" هجوماً على إسرائيل في 7 أكتوبر الفائت.مخاوف من ارتفاع أسعار النفط شهدت أسعار النفط يوم الثلاثاء ارتفاعاً مع تزايد المخاوف بشأن المشكلات التي قد تواجه الشحن والخدمات اللوجستية العالمية. وأشار تقرير المجلس الأطلسي إلى أن الرحلات يمكن أن تزيد لمدة أسبوعين بسبب تغيير المسار عبر إفريقيا. وقال تحليل أجرته شركة التصنيف الائتماني "ستاندرد آند بورز" إن وكلاء الشحن، أو الوسطاء المشاركين في قطّاع النقل، يقومون أيضاً بزيادة أسعار الشحنات. وأضافت أن "الحاوية المتجهة إلى الشرق الأوسط ستفرض عليها الآن رسوم إضافية تتعلق بمخاطر الحرب". في المقابل، نقلت رويترز عن محللي "غولدمان ساكس"، قولهم إن التعطيل من غير المرجّح أن يكون له تأثير كبير على أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي المسال لأنه بصرف النظر عن تغيير المسار، فإن الإنتاج نفسه لن يتأثر. (المشهد)