تعثرت محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة بهدف التوسط في وقف القتال بين إسرائيل و"حماس" في غزة وتأمين إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين، قبل أيام من بداية شهر رمضان.وأصبح المسؤولون في واشنطن والمنطقة يعتبرون العطلة التي من المقرر أن تبدأ يوم الأحد، بمثابة موعد نهائي غير رسمي للتوصل إلى اتفاق وسط مخاوف من أن تؤدي الاشتباكات خلال شهر رمضان إلى زيادة تأجيج المنطقة.وفشلت المحادثات التي استمرت 3 أيام في القاهرة هذا الأسبوع في التوصل إلى انفراجة، حيث تبادلت كل من إسرائيل و"حماس" الاتهامات بعرقلة التوصل إلى اتفاق. لماذا رمضان مهم في الحرب؟إن بداية شهر رمضان تجلب معها عدداً من الأحداث والظروف المحددة التي يمكن أن تؤدي بسهولة إلى تصعيد دراماتيكي، ليس فقط في الحرب بين إسرائيل و"حماس"، بل أيضاً في التوترات المتصاعدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وفقا لصحيفة "فورين بوليسي" الأميركية.وفي ظل القيود الشديدة المفروضة على إمدادات المساعدات، أصدرت المنظمات الإنسانية تحذيرات متزايدة الخطورة بشأن احتمال حدوث مجاعة في شمال غزة، حيث حذر رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس يوم الاثنين من أن الأطفال بدأوا يموتون جوعا. وقالت زها حسن، زميلة مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "هناك الكثير من الساعات التي تعمل هنا، وهذا كل شيء سيصل إلى ذروته هذا الأسبوع".وبدون وقف إطلاق النار، من المرجح أن تؤثر مشاهد الموت والدمار المستمر في غزة بشكل كبير على أذهان المسلمين في جميع أنحاء المنطقة مع دخول شهر رمضان، وهو أكثر فترة مقدسة في التقويم الإسلامي، والتي تتميز بالصلاة والتأمل والإحسان، بحسب الصحيفة الأميركية. وقال مدير برنامج معهد الشرق الأوسط بشأن فلسطين خالد الجندي: "إن ذلك يضيف طبقة من الاشمئزاز والغضب إلى الوضع المروع بالفعل".قلق حول المفاوضاتقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة عن المحادثات إن المسؤولين في إسرائيل يشعرون بالقلق من أن "حماس" قد تتعمد تأخير مفاوضات وقف إطلاق النار لاستغلال شهر رمضان لتأجيج التوترات في المنطقة. في الأسبوع الماضي، دعا زعيم "حماس"، إسماعيل هنية، الفلسطينيين إلى تنظيم مسيرة إلى الأقصى مع بداية شهر رمضان، في حين دعا المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية إلى "شهر الرعب" في خطاب ألقاه مؤخراً.وأصدر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوم الأربعاء تحذيرا للجمهور من أن "الجماعات الإرهابية من المرجح أن تستخدم الحرب المستمرة والتوترات حول الأقصى لتحريض مؤيديها على تنفيذ هجمات ضد إسرائيليين وكذلك أهداف غربية". وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، الذي تشمل حقيبته الموقع المقدس، قد دعا إلى فرض قيود صارمة على المصلين المسلمين الذين يصلون إلى الموقع، بما في ذلك المواطنين العرب في إسرائيل. ولكن في محاولة واضحة للحد من احتمالات الاضطرابات، أعلنت الحكومة الإسرائيلية يوم الثلاثاء أن عدد المصلين المسموح لهم بالوصول إلى الموقع سيكون مماثلا للسنوات السابقة. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان إن "رمضان مقدس عند المسلمين، وسيتم الحفاظ على قدسية العيد هذا العام كما في كل عام"، لكنه أضاف أنه سيعيد تقييم الوضع أسبوعيا بناء على الوضع الأمني. وبينما يتطلع المسؤولون في المنطقة إلى التوصل إلى اتفاق بحلول بداية شهر رمضان في محاولة للسيطرة على التوترات، فإن بداية العطلة لا تعني بالضرورة نهاية الجهود الدبلوماسية لتأمين اتفاق وقف إطلاق النار. (ترجمات)