دانت منظمة "أطباء بلا حدود" الأربعاء "بأشدّ العبارات الممكنة"، مقتل شخصين من أفراد عائلة أحد موظفيها في قصف إسرائيليّ على مبنًى تابع لها في غزة. وقالت المنظمة في بيان: الحادث وقع في وقت متأخر الثلاثاء، عندما أطلقت دبابة إسرائيلية النار على مقرها الذي يؤوي موظفين وعائلاتهم في منطقة المواصي على ساحل غزة. أدى الهجوم إلى مقتل زوجة أحد زملائنا إضافة إلى زوجة ابنه، وإصابة 6 أشخاص، بينهم 5 من النساء والأطفال. المبنى الذي تعرّض للاستهداف، يحمل بوضوح شعار المنظمة وكان يحتمي بداخله 64 شخصًا في ذلك الوقت. هذا يظهر مرة أخرى أنّ القوات الإسرائيلية لا تضمن سلامة المدنيّين في عملياتها العسكرية، وتُظهر تجاهلًا تامًا للحياة البشرية وعدم احترام للمهمة الطبية. جرى إبلاغ القوات الإسرائيلية بوضوح بالموقع الدقيق لملجأ أطباء بلا حدود" في منطقة المواصي. وأعربت المديرة العامة لـ "أطباء بلا حدود" ميني نيكولاي، والتي تنسق حاليًا الأنشطة الطبية للمنظمة في قطاع غزة، عن شعورها "بالغضب والحزن"، مضيفة، "عمليات القتل هذه تؤكد الحقيقة القاتمة بأنه لا وجود لمكان آمن في غزة، وأنّ الوعود بالمناطق الآمنة فارغة، وآليات فضّ الاشتباك لا يمكن الاعتماد عليها". وقال الجيش الإسرائيليّ في اتصال مع وكالة فرانس برس بشأن الحادث، إن قواته "أطلقت النار على مبنًى تم تحديده على أنه مبنًى تجري فيه أنشطة إرهابية"، مضيفًا، "بعد الحادث، وردت تقارير عن مقتل 2 من المدنيّين غير المتورطين في المنطقة"، معربًا عن "الأسف لأيّ ضرر يلحق بالمدنيّين"، وبأنه "يبذل كل ما في وسعه للعمل بطريقة دقيقة وصائبة في ميدان القتال". واندلعت الحرب في 7 أكتوبر مع شنّ "حماس" هجومًا غير مسبوق على جنوب إسرائيل، قُتل خلاله أكثر من 1160 شخصًا، معظمهم مدنيون، وخُطف نحو 250 شخصًا نُقلوا إلى غزة، وفقًا لبيانات إسرائيلية رسمية. في نهاية نوفمبر، وعقب هدنة استمرت أسبوعًا، أُفرِج عن 105 أسير في مقابل إطلاق سراح 240 معتقلًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، وتقدّر إسرائيل أنّ 130 أسيرًا ما زالوا محتجزين في القطاع يُعتقد أنّ 30 منهم قُتلوا. وردًا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007، وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مكثّف أتبعتها بعمليات برية. وارتفعت حصيلة ضحايا العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 29313 قتيلًا، وفق وزارة الصحة في غزة. (وكالات)