أسفرت غارة جوية شنها الجيش السوداني على مركز لإيواء النازحين في مدينة نيالا جنوب دارفور، عن مقتل وجرح العشرات من المدنيين. واستهدف الهجوم بالتحديد مدرسة بنيالا الثانوية، التي تحولت إلى ملاذ أو كانت ملاذًا للنازحين. ووفقًا لشهود عيان، سقطت براميل متفجرة داخل فناء المدرسة، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا من النساء والأطفال، بالإضافة إلى تدمير جزء من المباني.عملية انتقاميةولمناقشة آخر التطورات في هذا الصدد، قال الصحفي السوداني هشام عباس لقناة "المشهد": "ما حصل يوم أمس غير مستغرب، فهذه ليست المرة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة ولا حتى العاشرة، التي تحصل فيها أمور مماثل".وأضاف عباس "ما جرى هو تاريخ وسجل طويل من الممارسات المتعمدة التي شهدتها الدولة السودانية منذ سنوات، وحتى لو تجاوزنا السنين الماضية وتحدثنا فقط عن ما جرى خلال هذا الأسبوع، نحن نتحدث عن وقوع 8 براميل متفجرة على أكثر من 8 منازل، أودت بحياة نحو 30 مواطنًا سودانيًا بريئًا، الذين كانوا ضحايا لهذا القصف العشوائي، وأغلبهم من النساء والأطفال".وتابع قائلًا: "شهدنا أيضًا قصفًا ببراميل متفجرة لسوق حيوي وشعبي استهدف مواطنين أبرياء، وأوقع أكثر من 50 جريحًا، خصوصًا أن منطقة القصف تابعة لمحطة وقود في قلب السوق الشعبي، ونحن الآن نتحدث عن قصف لمدرسة ثانوية معروفة وغير مجهولة لقيادات الجيش والطيران السوداني ولمن يقود هذه الحرب".وأشار عباس إلى أنها منطقة لجأ إليها النازحون الفارون من الحرب من مدينة الفاشر، بالتالي، ما يجري هي أمور مستقصدة ومعروفة سلفًا، وهم لا يخفون ذلك حتى في إعلامهم المنشور، إذ يتحدثون عن قصف أو استهداف "الحاضنة الاجتماعية" للدعم السريع، ليس فقط استهداف البشر، ولكن حتى استهداف الوسائل المعيشية لهؤلاء، يعني بلغة أخرى، هذه ليست إلا عملية انتقامية.استهداف عرقي مقصودوأضافعباس : "ما يجري هو استهداف عرقي مقصود وليس أمرًا عشوائيًا، خصوصًا أن هناك سيطرة كاملة على الجيش السوداني من قبل التنظيم المتطرف المعروف بالحركة الإسلامية، وبالأخص قطاع الطيران السوداني يعتبر قطاعًا خاصًا ولا يمكن أن يدخله أو يتم قبول أي فرد فيه إن لم يكن فردًا متطرفًا".وتابع "قطاع الطيران تحديدًا داخل الجيش هو خاص بما يسمى الحركة الإسلامية، التي من جهة ترد على المجتمع الدولي ومن جهة أخرى تلبي رغبات المتطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي من مؤيدين ومشجعين، الذين يتحدثون عن إبادة نسل الدعم السريع وبعض القبائل".(المشهد)