حذّر مسؤولون لبنانيون، وفلسطينيون، وأمميون، من كارثة وشيكة لمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان، حيث أعلنت وكالة الأمم المتحدة للإغاثة، أنها لن تتمكن من البقاء على قيد الحياة إلا لشهر آخر.وقالت دوروثي كلاوس، مديرة شؤون الإونروا في لبنان (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيّين)، التي تقدم مساعدات حكومية لأكثر من 250 ألف شخص: "سنواصل عملياتنا حتى نهاية مارس، بعد ذلك، إذا لم يتم استئناف التمويل، فلا نعرف ما الذي سيحدث"، بحسب صحيفة "فاينانشال تايمز".وفي يناير، زعمت إسرائيل أنّ 12من موظفي الوكالة في غزة، شاركوا في هجوم "حماس" في 7 أكتوبر، ودفعت الاتهامات الموجهة ضد موظفي الأونروا، التي لا تزال غير مثبتة، الولايات المتحدة و15 دولة أخرى، إلى تعليق تمويل بقيمة 450 مليون دولار، في وقت تقدم فيه الوكالة مساعدات حيوية لنحو مليونَي فلسطينيّ في قطاع غزة المحاصر. الأونروا في حالة انهياروقال المدير العام للأونروا فيليب لازاريني الأسبوع الماضي، إنّ الوكالة وصلت إلى نقطة الانهيار، مشيرًا إلى أنه بحلول نهاية شهر مارس، ما لم تتقدم الدول المانحة الأخرى، لن تتمكن الأونروا من دفع رواتب موظفيها البالغ عددهم 30 ألف موظف، وسوف تتوقف عن تقديم الخدمات ليس فقط للّاجئين في غزة، ولكن لنحو 4 ملايين آخرين في الضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا. وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنّ أفضل 10 متبرعين في عام 2023:الولايات المتحدة نحو 29%الاتحاد الأوروبيّ نحو 13% فرنسا نحو 7%السويد نحو 5%ألمانيا نحو 5%هولندا نحو 5%الأمم المتحدة نحو 5%سويسرا نحو 5%المملكة المتحدة نحو 5%كندا نحو 2%وتُعتبر الأونروا، المكان الذي يحضر الناس أطفالهم إليه للتطعيم، وهو أيضًا المكان الذي يحضرون فيه أطفالهم إلى المدرسة. عندما يعانون مشاكل نفسية أو اجتماعية، فإنهم يأتون لرؤية الاختصاصيّين الاجتماعيّين لدى الأونروا، ما يطرح أسئلة عدة مثل: هل تغلق الأونروا المراكز الصحية والمدارس؟ هل تتوقف عن جمع القمامة في مخيمات اللاجئين؟غياب خدمات الأونروا.. والتسليحوحذر المسؤولون من أنّ الحرمان الإضافي، يمكن أن يؤدي إلى آثار أخرى، ويدفع المزيد من الشباب للانضمام إلى الجماعات المسلحة في المنطقة.وفي الأردن وسوريا ولبنان، وهي بلدان تعاني ظروفًا اقتصادية يائسة، فإنّ التخفيضات في برامج الأونروا ستكون مدمرة بشكل خاص.وقال إبراهيم سيف، الخبير الاقتصاديّ الأردنيّ والوزير السابق في الحكومة: "نحن نتحدث عن دول لديها بالفعل حيّز ماليّ محدود للغاية"، مضيفًا أنّ الدول الثلاث تعاني عجزًا في الميزانية. ليس لديهم موارد في ميزانيتهم لتخصيصها للاجئين.وفي لبنان، يُعتبر وضع اللاجئين الفلسطينيّين، مأسويًا حيث تمنعهم الدولة من العمل في معظم المهن، أو امتلاك العقارات أو الوصول إلى الخدمات العامة، فهم محاصرون في حالة فقر ويعتمدون على الوكالة لتلبية احتياجاتهم الأساسية.وتخشى الحكومة اللبنانية، التي تواجه أيضًا حربًا على حدودها الجنوبية، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص، أن يؤدي تخفيض تمويل الأونروا إلى مزيد من الاضطرابات، بينما الدولة مثقلة بالفعل بأكثر من مليون لاجئ سوريّ، وسكان فقراء حديثًا."كارثة" للاجئين الفلسطينيينوقال جهاد عبد الوهاب، مدرّس العلوم في مدرسة ابتدائية في مدرسة نهر الأردن التي تديرها الأونروا في مخيم البداوي شمال لبنان: "لا يوجد بديل للأونروا، لذلك هناك حالة شديدة من القلق والخوف بين الطلاب والعائلات". يسأله طلابه: "إذا أُغلقت المدارس ماذا سيحدث لنا؟ إما أن يذهب الأطفال إلى العمل، أو أنهم سوف يتعاطون المخدرات أو يحملون السلاح".وقال عمرو الخطيب، أحد سكان مخيم برج البراجنة في جنوب بيروت، إنه والعديد من الأشخاص الآخرين يعتمدون على الرعاية الصحية التي تقدمها الأونروا، بما في ذلك العلاج الشهريّ والأدوية. من سيسدّ الفجوة؟ ستكون كارثة بالنسبة للفلسطينيّين.وفي الأسابيع الأخيرة، التقت الأونروا بالمسؤولين المدنيّين في المخيمات الفلسطينية لتحذيرهم، أنه في غضون أسابيع، لن يوجد أيّ شيء.. هذا ما قاله مسؤول في الأونروا مؤخرًا لعضو لجنة مخيم برج البراجنة سامر أبو عمر.وفي المقابل، قالت المفوضية الأوروبية، إنها ستمضي قدُمًا في دفع مبلغ 82 مليون يورو، على مراحل تم التعهد به سابقًا للأونروا، لكن بشروط مرفقة، بما في ذلك التأكد من عدم تورط أيّ موظف في هجوم "حماس".ورحّب المدير العام للأونروا فيليب لازاريني بضخّ الأموال، لكنه قال للصحفيّين إنها أقلّ من 60 مليون دولار ، هذا المبلغ تنفق الوكالة في المتوسط كل شهر على الرواتب الأساسية، باستثناء الاحتياجات الإنسانية الحادة وجميع الخدمات.وبالإضافة إلى أهميتها في الحياة اليومية، تحمل الأونروا أيضًا أهمية رمزية بالنسبة للكثيرين، الذين يعتبرون الوكالة آخر اعتراف رسميّ متبقٍّ بحق الفلسطينيّين في العودة إلى أوطانهم.(ترجمات)