استبعدت صحيفة "جيروزاليم بوست" إحراز أي تقدم في محادثات المصالحة بين حركتي "حماس" وفتح والمقرر عقدها هذا الشهر، بسبب الخلافات العميقة بين الجانبين، ولكن الاجتماعات تسلط الضوء على أن "حماس" من المرجح أن تحتفظ بنفوذها بعد الحرب. ومن المقرر أن تعقد المحادثات بين "حماس" وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الصين في منتصف يونيو، وفقا لمسؤولين من الجانبين. وتأتي هذه المحادثات في أعقاب جولتين حديثتين من محادثات المصالحة، إحداهما في الصين والأخرى في روسيا. وسيعقد الاجتماع المقبل وسط محاولات من جانب الوسطاء الدوليين للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، فيما لا يزال مستقبل حكم القطاع مثار مناقشات واسعة."حماس" تدرك أنها لن تحكم غزةولكن حتى في ظل تعرضها لضربات عسكرية، فإن اجتماعات سياسيي "حماس" مع مسؤولين من حركة فتح التي تسيطر على السياسة الفلسطينية في الضفة الغربية تشير إلى هدف الجماعة المتمثل في تشكيل نظام ما بعد الحرب في الأراضي الفلسطينية، وفقا لمصدر مطلع. وقال المصدر إنّ "حماس" التي حكمت غزة قبل الحرب، تدرك أنها لا يمكن أن تكون جزءا من أي حكومة جديدة معترف بها دوليا للأراضي الفلسطينية عندما ينتهي القتال في القطاع في نهاية المطاف.وقال المصدر والمسؤول الكبير في "حماس" باسم نعيم إن "حماس" تريد مع ذلك أن توافق فتح على إدارة تكنوقراط جديدة للضفة الغربية وغزة في إطار اتفاق سياسي أوسع. وقال نعيم، الذي حضر الجولة السابقة من محادثات الصين، في مقابلة: "نحن نتحدث عن الشراكة السياسية والوحدة السياسية لإعادة هيكلة الكيان الفلسطيني". وأضاف "سواء كانت (حماس) داخل الحكومة أو خارجها فهذا ليس مطلبا أساسيا للحركة ولا تراه شرطا لأي مصالحة". ويعمل نعيم، مثل الكثير من قادة "حماس" السياسيين، في المنفى خارج غزة. وعلى الرغم من هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في حرب غزة المتمثل في تدمير الجماعة المدعومة من إيران، إلا أن معظم المراقبين يتفقون على أن "حماس" ستتواجد بشكل ما بعد وقف إطلاق النار. وتعارض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أي دور لـ"حماس" في حكم غزة بعد الحرب.احتمالات المصالحة ضئيلةومع ذلك، أعرب بعض المسؤولين الأميركيين سرا عن شكوكهم في قدرة إسرائيل على القضاء على الجماعة. وقال مسؤول أميركي كبير إنّ واشنطن تعتقد أنه من غير المرجح أن تتمكن إسرائيل من تحقيق "النصر الكامل". وتؤيد الدول الغربية فكرة إدارة قطاع غزة بعد الحرب من قبل السلطة الفلسطينية بعد إعادة تشكيلها، وهي الإدارة التي يقودها عباس والتي تتمتع بحكم ذاتي محدود على أجزاء من الضفة الغربية.وعلى الرغم من المحادثات، فإن العداء بين الفصائل يعني أن الاحتمالات لا تزال منخفضة للتوصل إلى اتفاق لإعادة توحيد إدارة الأراضي الفلسطينية، حسبما أشارت المحادثات مع المصادر الخمسة التي تحدث للصحيفة العبرية، وهو رأي ردده 4 خبراء. وقال يزيد صايغ، وهو زميل بارز في مركز كارنيغي للشرق الأوسط: "توقعاتي بالتقارب ضئيلة أو أقل". وقال مسؤول كبير ثانٍ مطلع على شروط "فتح" للمحادثات الصينية، إن الحركة تريد من "حماس" الاعتراف بدور منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين والالتزام بالاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية.وهذا يشمل اتفاقيات أوسلو الموقعة قبل 30 عاما، والتي بموجبها اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل، والتي عارضتها "حماس" بعنف. وقال المسؤول إن "فتح" تريد أن تتمتع الحكومة بسيطرة أمنية وإدارية كاملة في غزة وهو ما يمثل تحديا لنفوذ "حماس" هناك.(ترجمات)