اشتبكت الشرطة الإسرائيلية مع مثيري شغب من طائفة الحريديم في القدس مساء الإثنين بعد اضطرابات اندلعت بسبب معارضة بيع هواتف محمولة غير "كوشير" أو ما تعرف بالهواتف الحلال، في متجر داخل حي الحريديم.وبعد أن سمحت الشرطة بتنظيم المظاهرة، سرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى أعمال شغب في محاولة لإتلاف متجر للهواتف المحمولة، بحسب تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.ووفقا للشرطة الإسرائيلية، فإن متظاهري الحريديم استخدموا "بشكل ساخر" الأطفال الصغار في الصفوف الأمامية للاحتجاج لعرقلة حركة المرور أثناء اقتحامهم الطريق بشكل غير قانوني. وأصدرت الشرطة أوامر لمثيري الشغب بالتفرق لكنهم رفضوا ذلك وألقوا الزجاجات البلاستيكية على قوات الأمن ووجهوا الشتائم والإهانات. ما هي هواتف "كوشير"؟ تم تصميم هواتف "كوشير" التي يستخدمها جمهور الحريديم لمنع مستخدميها من الوصول إلى المحتوى العام، إذ لا تتمتع بإمكانية الوصول إلى الإنترنت ويمكنها فقط إجراء واستقبال المكالمات.كما لا تحتوي أجهزة "كوشير" على الكاميرا ولا يمكنها حتى تلقي رسائل نصية قصيرة. أرقام الهواتف نفسها مميزة أيضا ولها أرقام محددة، بحيث إذا اتصل شخص ما من خدمة غير معتمدة من قبل لجنة الحاخامات فسيكون من الواضح على الفور أن المتصل ليس لديه رقم هاتف وجهاز خاضعين للمراقبة. ومن الممكن معرفة أن الهاتف هو "كوشير" بواسطة ختم خاص يجيز تسميته بذلك بموجب لجنة الحاخامات لشؤون الاتصالات. واللجنة الحاخامية التي تتحكم في قدرة مستخدمي هواتف "كوشير" على تبديل الخدمات توافق فقط على شركات معينة وتحجب أرقام الهواتف عن عملائها مما يعني أن أعضاء "الحريديم" لا يستطيعون الاحتفاظ بأرقامهم المخصصة لهواتف "كوشير" حتى بعد شراء هاتف ذكي. وعام 2022، قدم وزير الاتصالات الإسرائيلي يوعاز هندل مشروع قانون لإصلاح ما تم وصفه باحتكار لجنة حاخامية لسوق الهواتف المحمولة المخصصة للحريديم، كما وصف احتكار لجنة الحاخامات بـ"الظلم الذي طال نصف مليون زبون في المجتمع الحريدي". شغب وتداول مستخدمون مقاطع فيديو أظهر اعتداء أفراد من طائفة الحريديم اليهودية التي تعتنق المذهب الأرثوذكسي على أحد أفرادها بسبب محاولته شراء هاتف نقال غير حلال بالنسبة لهم.وقال مراسل إحدى القنوات الفضائية الإسرائيلية عبر حسابه في "تويتر" إن "الشاب تعرض لهجوم من مسن، خلال محاولته شراء هاتف من محل غير كوشير". من هم الحريديم؟ هي طائفة يهودية متدينة تطبق طقوسا دينية وتعاليم قاسية على أفرادها، ويرتدي أفرادها زي يهود شرق أوروبا مثل المعاطف الطويلة السوداء والقبعات الكبيرة. ويتميز أفراد هذه الطائفة بالامتناع عن حلق لحاهم بالإضافة إلى تربية خصلات متدلية من الشعر على جانبي الوجه. ويرفض الحريديم الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي شكل جدلا منذ عقود بينهم وبين العلمانيين في إسرائيل. (ترجمات)