شكّل شتاء عام 2021 فترة انتقالية غير عادية بالنسبة لجيل بايدن وميلانيا ترامب، وهما السيدتان الأولتان اللتان تجاوزتا حدود الدور الذي تم انتقاده والاستهانة به في كثير من الأحيان في السياسة الأميركية، وفق تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".وبينما كانت جيل تعمل على أن تصبح أول امرأة تحافظ على حياتها المهنية بينما كانت السيدة الأولى، كانت سلفها، ميلانيا ترامب، في واشنطن لتُكمل فترة ولاية غير تقليدية مماثلة. وتمثل السيدتان دراستين متناقضتين: فقد صاغت جيل بايدن الدور بطريقة سمحت لها بالحفاظ على حياتها المهنية وهويتها، في حين أمضت ميلانيا ترامب 4 سنوات في الاستهزاء بتوقعات حول كيف ينبغي أن تكون سيدة أولى. وهذا العام، خلال حملة رئاسية قتالية بالفعل، ستصبح السيدتان، وتأثيرهما على زوجيهما، مرة أخرى محط اهتمام عام هائل. "السكة الثالثة" بالنسبة لجيل بايدن، أن تصبح السيدة الأولى بمثابة كان شرف كبير بالنسبة لها. وفي الأسابيع التي تلت فوز زوجها جو بايدن بالرئاسة، كان طريق عودة الدكتورة جيل إلى الفصل الدراسيّ في كلية مجتمع شمال فيرجينيا، أكثر صعوبة مما هو معروف علنًا.وكانت قد قالت للصحفيّين خلال الحملة، إنها تخطط لمواصلة التدريس، لكنها كانت لا تزال فعليًا تعمل على تهدئة مخاوف زوجها. وذكّرها زوجها بأنه لا تزال هناك أسئلة حول ما إذا كانت تستطيع الحصول على راتب من دون انتهاك قوانين الأخلاقيات، وفقًا لشخصين على معرفة مباشرة بالبورصة. وعلى الرغم من أنّ خطط العودة إلى الفصل كانت جارية، إلا أنّ أكبر مساعديها أنتوني برنال، اتصل بمستشاري الحرم الجامعيّ وقال "يجب على الأستاذ أن يعلّم". لم تتم تسوية القضية بالكامل حتى أسابيع بعد فوز بايدن في الانتخابات، فيما وصف السكرتير الصحفيّ السابق لها مايكل لاروسا، الأمر بأنه "موضوع سكة حديد ثالثة". وصلت القضية إلى ذروتها عندما انضمت عائلة بايدن إلى دعوة للتحضير لظهور مشترك في "The Late Show with Stephen Colbert"، والذي تم بثه في 17 ديسمبر 2020. كانت جيل بايدن قد أمضت أسابيع في تعلم كيفية زيادة التعليم عبر الإنترنت، وهو أمر ضروريّ خلال جائحة كوفيد."حدث شيء سيء" في 6 يناير 2021، أراد دونالد ترامب البقاء في البيت الأبيض، لكنّ زوجته ميلانيا أرادت العودة إلى المنزل فقط. وطوال فترة رئاسة زوجها، قالت السكرتيرة الصحفية السابقة لترامب ستيفاني غريشام إنّ السيدة الأولى كانت تقضي بعض الوقت في تجميع ألبومات الصور لجميع التغييرات الجمالية التي أجرتها في البيت الأبيض. استشعر المكتب العسكريّ للبيت الأبيض فرصة للمطالبة بأراضي البيت الأبيض المرغوبة، وحوّل جزءًا من الجناح الشرقيّ غير المستخدم إلى منشأة اتصالات آمنة. في الأيام التي سبقت الهجوم على مبنى الكابيتول، كانت ميلانيا ترامب تقوم بتصنيف محتويات غرفتها، بما في ذلك التذكارات الصغيرة والهدايا التي ستسلمها إلى أصدقاء وحلفاء عائلة ترامب. وبدأت السيدة ترامب في تكرار نسخة من اعتقاد زوجها الخاطئ بأنه فاز بالفعل في الانتخابات، حيث أخبرت شركاءها أنّ "شيئًا سيّئًا" قد حدث. آخر أعمال التقليدعلى الرغم من أنها بدت وكأنها تتبنى التقاليد بحلول نهاية فترة وجودها في البيت الأبيض، إلا أنّ ميلانيا ترامب التزمت بعمل نهائيّ واحد على غرار السيدات اللواتي سبقنها: "تركت ملاحظة تتمنى لخليفتها حظًا سعيدًا". ولم تتضمن الرسالة أيّ أفكار أو نصائح. في مقابلة في منزل عائلة بايدن بريهوبوث في أكتوبر 2022، وصفتها جيل بايدن بأنها "رسالة جيدة نموذجية"، وقالت إنها لم تُكتب بخط اليد. إنّ كراهية جيل بايدن لعائلة ترامب عميقة، لكنها تواصلت مع ميلانيا مرة واحدة على الأقل منذ تولّيها منصبها، وفقًا لأشخاص مطلعين على مراسلاتهما. في أبريل 2021، أرسلت جيل بايدن إلى ميلانيا ترامب بطاقة عيد ميلاد، حيث كرّرت الأخيرة في يونيو من العام ذاته، الخطوة وأرسلت بطاقة معايدة لجيل عندما بلغت 70 عامًا.(ترجمات)